نزاع، ويدل على ذلك أول شعره وآخره، لأن أول الأبيات قوله: قال عمر أيضا: ليت آل الخطاب كانوا كذلك، فظاهر هذا الشعر يشبه المدح، ولذا ذكروا أن عمر تمنى ما فيه من الهجاء لأهل بيته؛ لأنه عنده مدح وصاحبه يريد الذم بلا نزاع، ويدل على ذلك أول شعره وآخره، لأن أول الأبيات قوله:
* إذا الله عادى أهل لؤم وذلة * فعادى بني العجلان رهط ابن مقبل * * قبيلة لا يخفرون *. البيت * وفي آخر شعره: وفي آخر شعره:
* وما سمى العجلان إلا لقوله * خذ القعب واحلب أيها العبد واعجل * وكون مثل هذا من التعريض بالذم لا شك فيه، وقول الحطيئة: وقول الحطيئة:
* دع المكارم لا ترحل لبغيتها * يهجو به الزبرقان بن بدر التميمي، كما ذكره بعض المؤرخين، وما ذكره القرطبي رحمه الله في الكلام الذي نقلنا عنه من أن البهتان العظيم الذي قالوه على مريم: هو تعريضهم لها بقولهم: * (ما كان أبوك امرأ سوء) *، لا يتعين بانفراده؛ لأن الله جل وعلا ذكر عنهم أنهم قالوا لها غير ذلك وهو أقرب للتصريح بالفاحشة مما ذكره القرطبي، وذلك في قوله تعالى: * (فأتت به قومها تحمله قالوا يامريم * مريم لقد جئت شيئا فريا) *، فقولهم لها: * (لقد جئت شيئا فريا) * في وقت مجيئها بالولد تحمله ظاهر جدا في إرادتهم قذفها، كما ترى. والكلام الذي ذكر ابن قدامة: أن عثمان جلد الحد فيه وهو قول الرجل لصاحبه: يا ابن شامة الوذر. قال فيه الجوهري في صحاحه: الوذرة بالتسكين الغدرة، وهي القطعة من اللحم إذا كانت مجتمعة، ومنه قولهم: يا ابن شامة الوذرة، وهي كلمة قذف، وكانت العرب تتساب بها، كما كانت تتساب بقولهم: يا ابن ملقي أرحل الركبان، أو يا ابن ذات الرايات ونحوها، والجمع وذر مثل تمرة وتمر، اه من صحاح الجوهري.
والشامة بتشديد الميم اسم فاعل شمه. وقال صاحب (اللسان): وفي حديث عثمان رضي الله عنه أنه رفع إليه رجل قال لرجل: يا ابن شامة الوذر، فحده، وهو من سباب العرب وذمهم، وإنما أراد با ابن شامة المذاكير يعنون الزنا، كأنها كانت تشم كمرا مختلفة فكنى عنه، والذكر قطعة من بدن صاحبه، وقيل: أرادوا بها القلف جع قلفة الذكر؛ لأنها تقطع، انتهى محل الغرض من (لسان العرب). وهذا لا يتضح منه قصد الزنا ولم أر من