أضواء البيان - الشنقيطي - ج ٤ - الصفحة ٢٧
من تحتى أفلا تبصرون أم أنآ خير من هاذا الذى هو مهين ولا يكاد يبين فلولا ألقى عليه أسورة من ذهب أو جآء معه الملائكة مقترنين) *. ومقصوده بذلك كله تعظيم أمر نفسه وتحقير أمر موسى، وأنه لا يمكن أن يتبع الفاضل المفضول.
وقد بين جل وعلا: أن فرعون كذب وأبى، وهو عالم بأن ما جاء به موسى حق. وأن الآيات التي كذب بها وأبى عن قبولها ما أنزلها إلا الله، وذلك في قوله تعالى: * (وجحدوا بها واستيقنتهآ أنفسهم ظلما وعلوا) *. وقوله * (قال لقد علمت مآ أنزل هاؤلاء إلا رب السماوات والا رض بصآئر وإنى لأظنك يافرعون مثبورا) * إلى غير ذلك من الآيات. وقوله * (أريناه) * أصله من رأى البصرية على الصحيح. قوله تعالى: * (قال أجئتنا لتخرجنا من أرضنا بسحرك ياموسى) *. ذكر جل وعلا في هذه الآية الكريمة: أنه لما أرى فرعون آياته على يد نبيه موسى عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام قال: إن الآيات التي جاء بها موسى سحر، وأنه يريد بها إخراج فرعون وقومه من أرضهم.
أما دعواه هو وقومه أن موسى ساحر فقد ذكره الله جل وعلا في مواضع كثيرة من كتابه. كقوله: * (فلما جآءتهم ءاياتنا مبصرة قالوا هاذا سحر مبين) *، وقوله: * (فلما جآءهم الحق من عندنا قالوا إن هاذا لسحر مبين) *، وقوله: * (إنه لكبيركم الذى علمكم السحر) *، وقوله: * (وقالوا ياأيه الساحر ادع لنا ربك) *، إلى غير ذلك من الآيات.
وأما ادعاؤهم أنه يريد إخراجهم من أرضهم بالسحر فقد ذكره الله جل وعلا أيضا في مواضع من كتابه. كقوله تعالى في هذه السورة: * (أجئتنا لتخرجنا من أرضنا بسحرك ياموسى) *، وقوله في (الأعراف): * (قال الملأ من قوم فرعون إن هاذا لساحر عليم يريد أن يخرجكم من أرضكم فماذا تأمرون) *، وقوله في (الشعراء): * (قال للملإ حوله إن هاذا لساحر عليم يريد أن يخرجكم من أرضكم بسحره فماذا تأمرون) *، وقوله في (يونس): * (قالوا أجئتنا لتلفتنا عما وجدنا عليه ءاباءنا وتكون لكما الكبريآء فى الا رض) *، وقال سحرة فرعون: * (إن هاذان لساحران يريدان أن يخرجاكم من أرضكم بسحرهما ويذهبا بطريقتكم المثلى) *
(٢٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 ... » »»