وقوله تعالى في هذه الآية الكريمة: * (ومن يقل منهم إنى إلاه من دونه فذالك نجزيه جهنم) * الآية دليل قاطع على أن حقوق الله الخالصة له من جميع أنواع العبادة لا يجوز أن يصرف شيء منها لأحد ولو ملكا مقربا، أو نبيا مرسلا. ومما يوضح ذلك قوله تعالى: * (ما كان لبشر أن يؤتيه الله الكتاب والحكم والنبوة ثم يقول للناس كونوا عبادا لى من دون الله ولاكن كونوا ربانيين بما كنتم تعلمون الكتاب وبما كنتم تدرسون ولا يأمركم أن تتخذوا الملائكة والنبيين أربابا أيأمركم بالكفر بعد إذ أنتم مسلمون) *، وقوله تعالى مخاطبا لسيد الحق صلوات الله وسلامه عليه: * (قل ياأهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سوآء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله فإن تولوا فقولوا اشهدوا بأنا مسلمون) *. * (أولم ير الذين كفروا أن السماوات والا رض كانتا رتقا ففتقناهما وجعلنا من المآء كل شىء حى أفلا يؤمنون * وجعلنا فى الا رض رواسى أن تميد بهم وجعلنا فيها فجاجا سبلا لعلهم يهتدون * وجعلنا السمآء سقفا محفوظا وهم عن ءاياتها معرضون * وهو الذى خلق اليل والنهار والشمس والقمر كل فى فلك يسبحون * وما جعلنا لبشر من قبلك الخلد أفإين مت فهم الخالدون * كل نفس ذآئقة الموت ونبلوكم بالشر والخير فتنة وإلينا ترجعون * وإذا رآك الذين كفروا إن يتخذونك إلا هزوا أهاذا الذى يذكر آلهتكم وهم بذكر الرحمان هم كافرون * خلق الإنسان من عجل سأوريكم ءاياتى فلا تستعجلون * ويقولون متى هاذا الوعد إن كنتم صادقين) * قوله تعالى: * (أولم ير الذين كفروا أن السماوات والا رض كانتا رتقا ففتقناهما وجعلنا) *. قرأ هذا الحرف عامة السبعة ما عدا ابن كثير (أولم ير) بواو بعد الهمزة: وقرأه ابن كثير (ألم ير الذين كفروا) بدون واو، وكذلك هو في مصحف مكة. والاستفهام لتوبيخ الكفار وتقريعهم، حيث يشاهدون غرائب صنع الله وعجائبه، ومع هذا يعبدون من دونه ما لا ينفع من عبده، ولا يضر من عصاه، ولا يقدر على شيء.
وقوله * (كانتا) * التثنية باعتبار النوعين اللذين هما نوع السماء، ونوع الأرض. كقوله تعالى: * (إن الله يمسك السماوات والا رض أن تزولا) * ونظيره قول عمر بن شيبم: إن الله يمسك السماوات والا رض أن تزولا) * ونظيره قول عمر بن شيبم:
* ألم يحزنك أن جبال قيس * وتغلب قد تباينتا انقطاعا * والرتق مصدر رتقه رتقا: إذا سده. ومنه الرتقاء. وهي التي انسد فرجها، ولكن المصدر وصف به هنا ولذا أفرده ولم يقل كانتا رتقين. والفتق: الفصل بين الشيئين المتصلين. فهو ضد الرتق. ومنه قول الشاعر: والرتق مصدر رتقه رتقا: إذا سده. ومنه الرتقاء. وهي التي انسد فرجها، ولكن المصدر وصف به هنا ولذا أفرده ولم يقل كانتا رتقين. والفتق: الفصل بين الشيئين المتصلين. فهو ضد الرتق. ومنه قول الشاعر:
* يهون عليهم إذا يغضبو * ن سخط العداة وإرغامها * * ورتق الفتوق وفتق الرتو * ق ونقض الأمور وإبرامها * واعلم أن العلماء اختلفوا في المراد بالرتق والفتق في هذه الآية على خمسة أقوال، بعضها في غاية السقوط، وواحد منها تدل له قرائن من القرآن العظيم: