أضواء البيان - الشنقيطي - ج ٣ - الصفحة ٧
غلبني، فاستعنت عليه بعمالي ومن يحضرني كلهم فغلبنا، فلم نستطع أن نحركه كأنما نزاول به جبلا، فدعوت إليه النجاجرة فنظروا إليه فقالوا: إن هذا الباب سقط عليه النجاف والبنيان ولا نستطيع أن نحركه، حتى نصبح فننظر من أين أتى قال: فرجعت وتركت البابين مفتوحين. فلما أصبحت غدوت عليهما فإذا المجر الذي في زاوية المسجد مثقوب. وإذا فيه أثر مربط الدابة. قال: فقلت لأصحابي: ما حبس هذا الباب الليلة إلا على نبي وقد صلى الليلة في مسجدنا اه.
ثم قال في الأخرى: (فائدة قال الحافظ أبو الخطاب عمر بن دحية في كتابه (التنوير في مولد السراج المنير) وقد ذكر حديث الإسراء عن طريق أنس وتكلم عليه فأجاد وأفاد. ثم قال: وقد تواترت الروايات في حديث الإسراء عن عمر بن الخطاب، وعلي، وابن مسعود، وأبي ذر، ومالك بن صعصعة، وأبي هريرة، وأبي سعيد، وابن عباس، وشداد بن أوس، وأبي بن كعب، وعبد الرحمن بن قرط، وأبي حبة، وأبي ليلى الأنصاريين، وعبد الله بن عمرو، وجابر، وحذيفة، وبريدة، وأبي أيوب، وأبي أمامة، وسمرة بن جندب، وأبي الحمراء، وصهيب الرومي، وأم هانىء، وعائشة، وأسماء ابنتي أبي بكر الصديق رضي الله عنهم أجمعين. منهم من ساقه بطوله، ومنهم من اختصره على ما وقع في المسانيد، وإن لم تكن رواية بعضهم على شرط الصحة (فحديث الإسراء أجمع عليه المسلمون، وأعرض عنه الزنادقة والملحدون * (يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون) * اه من ابن كثير بلفظه.
وقد قدمنا أن أحسن أوجه الإعراب في * (سبحان) * أنه مفعول مطلق، منصوب بفعل محذوف: أي أسبح الله سبحانا أي تسبيحا. والتسبيح: الإبعاد عن السوء. ومعناه في الشرع: التنزيه عن كل ما لا يليق بجلال الله وكماله، كما قدمنا. وزعم بعض أهل العلم: أن لفظة * (سبحان) * علم للتنزيه. وعليه فهو علم جنس لمعنى التنزيه على حد قول ابن مالك في الخلاصة، مشيرا إلى أن علم الجنس يكون للمعنى كما يكون للذات: وقد قدمنا أن أحسن أوجه الإعراب في * (سبحان) * أنه مفعول مطلق، منصوب بفعل محذوف: أي أسبح الله سبحانا أي تسبيحا. والتسبيح: الإبعاد عن السوء. ومعناه في الشرع: التنزيه عن كل ما لا يليق بجلال الله وكماله، كما قدمنا. وزعم بعض أهل العلم: أن لفظة * (سبحان) * علم للتنزيه. وعليه فهو علم جنس لمعنى التنزيه على حد قول ابن مالك في الخلاصة، مشيرا إلى أن علم الجنس يكون للمعنى كما يكون للذات:
* ومثله برة للمبرة * كذا فجار علم للفجرة * وعلى أنه علم فهو ممنوع من الصرف للعلمية وزيادة الألف والنون. والذي يظهر لي والله تعالى أعلم: أنه غير علم، وأن معنى * (سبحان) * تنزيها لله عن كل ما لا يليق به. ولفظة * (سبحان) * من الكلمات الملازمة للإضافة، وورودها غير مضافة قليل. كقول
(٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 ... » »»