أضواء البيان - الشنقيطي - ج ٣ - الصفحة ١٢
وكرر هذا المعنى في موضع كثيرة. كقوله: * (رب المشرق والمغرب لا إلاه إلا هو فاتخذه وكيلا) *، وقوله: * (قل هو الرحمان ءامنا به وعليه توكلنا) *. وقوله: * (فإن تولوا فقل حسبى الله لا إلاه إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم) *، وقوله: * (ومن يتوكل على الله فهو حسبه) *، وقوله: * (قالت لهم رسلهم إن نحن إلا بشر مثلكم ولاكن الله يمن على من يشآء من عباده وما كان لنآ أن نأتيكم بسلطان إلا بإذن الله وعلى الله فليتوكل المؤمنون وما لنآ ألا نتوكل على الله وقد هدانا سبلنا ولنصبرن على مآ آذيتمونا وعلى الله فليتوكل المتوكلون) *، وقوله: * (إنى توكلت على الله ربى وربكم ما من دآبة إلا هو ءاخذ بناصيتهآ) *، وقوله: * (واتل عليهم نبأ نوح إذ قال لقومه ياقوم إن كان كبر عليكم مقامى وتذكيرى بآيات الله فعلى الله توكلت) *، وقوله: * (وتوكل على الله وكفى بالله وكيلا) *، وقوله: * (وتوكل على الحى الذى لا يموت) *، وقوله: * (فاعبده وتوكل عليه) *، وقوله: * (فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل) *، والآيات بمثل ذلك كثيرة جدا.
والوكيل: فعيل من التوكل. أي متوكلا عليه، تفوضون إليه أموركم. فيوصل إليكم النفع، ويكف عنكم الضر.
وقال الزمخشري: * (وكيلا) * أي ربا تكلون إليه أموركم.
وقال ابن جرير: حفيظا لكم سواي.
وقال أبو الفرج بن الجوزي: قيل للرب وكيل لكفايته وقيامه بشؤون عباده. لا على معنى ارتفاع منزلة الموكل وانحطاط أمر الوكيل اه. قاله أبو حيان في البحر.
وقال القرطبي: * (وكيلا) * أي شريكا. عن مجاهد. وقيل: كفيلا بأمورهم. حكاه الفراء. وقيل: ربا يتوكلون عليه في أمورهم. قاله الكلبي. وقال الفراء: كافيا اه والمعاني متقاربة، ومرجعها إلى شيء واحد، وهو أن الوكيل: من يتوكل عليه. فتفوض الأمور إليه، ليأتي بالخير، ويدفع الشر. وهذا لا يصح إلا لله وحده جل وعلا. ولهذا حذر من اتخاذ وكيل دونه. لأنه لا نافع ولا ضار، ولا كافي إلا هو وحده جل وعلا.. عليه توكلنا، وهو حسبنا ونعم الوكيل.
(١٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 ... » »»