أضواء البيان - الشنقيطي - ج ٣ - الصفحة ٤
شجرة تخرج فى أصل الجحيم) * قالوا: ظهر كذبه. لأن الشجر لا ينبت بالأرض اليابسة، فكيف ينبت في أصل النارا) كما تقدم في البقرة.
ويؤيد ما ذكرنا من كونها رؤيا عين يقظة قوله تعالى هنا: * (لنريه من ءاياتنا) *، وقوله * (ما زاغ البصر وما طغى لقد رأى من ءايات ربه الكبرى) *. وما زعمه بعض أهل العلم من أن الرؤيا لا تطلق بهذا اللفظ لغة إلا على رؤيا المنام، مردود. بل التحقيق: أن لفظ الرؤيا يطلق في لغة العرب على رؤية العين يقظة أيضا. ومنه قول الراعي وهو عربي قح: لقد رأى من ءايات ربه الكبرى) *. وما زعمه بعض أهل العلم من أن الرؤيا لا تطلق بهذا اللفظ لغة إلا على رؤيا المنام، مردود. بل التحقيق: أن لفظ الرؤيا يطلق في لغة العرب على رؤية العين يقظة أيضا. ومنه قول الراعي وهو عربي قح:
* فكبر للرؤيا وهش فؤاده * وبشر نفسا كان قبل يلومها * فإنه يعني رؤية صائد بعينه. ومنه أيضا قول أبي الطيب: ورؤياك أحلى في العيون من الغمض قال صاحب اللسان.
وزعم بعض أهل العلم: أن المراد بالرؤيا في قوله تعالى: * (وما جعلنا الرءيا التى أريناك) *، رؤيا منام، وأنها هي المذكورة في قوله تعالى: * (لقد صدق الله رسوله الرؤيا بالحق لتدخلن المسجد الحرام إن شآء الله) *.. والحق الأول.
وركوبه صلى الله عليه وسلم على البراق يدل على أن الإسراء بجسمه. لأن الروح ليس من شأنه الركوب على الدواب كما هو معروف، وعلى كل حال:
فقد تواترت الأحاديث الصحيحة عنه: (أنه أسري به من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، وأنه عرج به من المسجد الأقصى حتى جاوز السماوات السبع).
وقد دلت الأحاديث المذكورة على أن الإسراء والمعراج كليهما بجسمه وروحه، يقظة لا مناما، كما دلت على ذلك أيضا الآيات التي ذكرنا.
وعلى ذلك من يعتد به من أهل السنة والجماعة، فلا عبرة بمن أنكر ذلك من الملحدين. وما ثبت في الصحيحين من طريق شريك عن أنس رضي الله عنه: أن الإسراء
(٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 ... » »»