أضواء البيان - الشنقيطي - ج ٣ - الصفحة ٣٠٩
وعلا في هذه الآية الكريمة: أنه لا أحد أظلم. أي أكثر ظلما لنفسه ممن ذكر. أي وعظ بآيات ربه، وهي هذا القرآن العظيم (فأعرض عنها) أي تولى وصد عنها. وإنما قلنا: إن المراد بالآيات هذا القرآن العظيم لقرينة تذكير الضمير العائد إلى الآيات في قوله * (أن يفقهوه) *، أي القرآن المعبر عنه بالآيات. ويحتمل شمول الآيات للقرآن وغيره، ويكون الضمير في قوله * (أن يفقهوه) * أي ما ذكر من الآيات، كقول رؤبة: ومن أظلم ممن ذكر بأايات ربه فأعرض عنها ونسى ما قدمت يداه) *. ذكر جل وعلا في هذه الآية الكريمة: أنه لا أحد أظلم. أي أكثر ظلما لنفسه ممن ذكر. أي وعظ بآيات ربه، وهي هذا القرآن العظيم (فأعرض عنها) أي تولى وصد عنها. وإنما قلنا: إن المراد بالآيات هذا القرآن العظيم لقرينة تذكير الضمير العائد إلى الآيات في قوله * (أن يفقهوه) *، أي القرآن المعبر عنه بالآيات. ويحتمل شمول الآيات للقرآن وغيره، ويكون الضمير في قوله * (أن يفقهوه) * أي ما ذكر من الآيات، كقول رؤبة:
* فيها خطوط من سواد وبلق * كأنه في الجلد توليع البهق * وتظهر ذلك في القرآن قوله تعالى: * (قال إنه يقول إنها بقرة لا فارض ولا بكر عوان بين ذالك) * أي ذلك الذي ذكر من الفارض والبكر. ونظيره من كلام العرب قول ابن الزبعري: قال إنه يقول إنها بقرة لا فارض ولا بكر عوان بين ذالك) * أي ذلك الذي ذكر من الفارض والبكر. ونظيره من كلام العرب قول ابن الزبعري:
* إن للخير وللشر مدى * وكلا ذلك وجه وقبل * أي كلا ذلك المذكور من خير وشر. وقد قدمنا إيضاح هذا. وقوله * (ونسى ما قدمت يداه) * أي من المعاصي والكفر، مع أن الله لم ينسه بل هو محصيه عليه ومجازيه، كما قال تعالى: * (يوم يبعثهم الله جميعا فينبئهم بما عملوا أحصاه الله ونسوه والله على كل شىء شهيد) *، وقال تعالى: * (وما نتنزل إلا بأمر ربك له ما بين أيدينا وما خلفنا وما بين ذالك وما كان ربك نسيا) *، وقال تعالى: * (قال علمها عند ربى فى كتاب لا يضل ربى ولا ينسى) *. وقال بعض العلماء في قوله * (ونسى ما قدمت يداه) * أي تركه عمدا ولم يتب منه. وبه صدر القرطبي رحمه الله تعالى. وما ذكره في هذه الآية الكريمة من إن الإعراض عن التذكرة بآيات الله من أعظم الظلم، قد زاد عليه في مواضع أخر بيان أشياء من النتائج السيئة، والعواقب الوخيمة الناشئة من الإعراض عن التذكرة. فمن نتائجه السيئة: ما ذكره هنا من أن صاحبه من أعظم الناس ظلما. ومن نتائجه السيئة جعل الأكنة على القلوب حتى لا تفقه الحق، وعدم الاهتداء أبدا كما قال هنا مبينا بعض ما ينشأ عنه من العواقب السيئة: * (إنا جعلنا على قلوبهم أكنة أن يفقهوه وفىءاذانهم وقرا وإن تدعهم إلى الهدى فلن يهتدوا إذا أبدا) * ومنها انتقام الله جل وعلا من المعرض عن التذكرة، كما قال تعالى: * (ومن أظلم ممن ذكر بأايات ربه ثم أعرض عنهآ إنا من المجرمين منتقمون) *. ومنها
(٣٠٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 304 305 306 307 308 309 310 311 312 313 314 ... » »»