أضواء البيان - الشنقيطي - ج ٣ - الصفحة ٢٠٨
والشمسية، كما يشير إلى ذلك قوله تعالى: * (وازدادوا تسعا) *.
وقال أبو حيان في البحر في قوله * (فضربنا علىءاذانهم) * عبر بالضرب ليدل على قوة المباشرة واللصوق واللزوم، ومنه * (ضربت عليهم الذلة) * وضرب الجزية وضرب البعث. وقال الفرزدق: ضربت عليهم الذلة) * وضرب الجزية وضرب البعث. وقال الفرزدق:
* ضرب عليك العنكبوت بنسجها * وقضى عليك به الكتاب المنزل * وقال الأسود بن يعفر: وقال الأسود بن يعفر:
* ومن الحوادث لا أبالك أنني * ضربت على الأرض بالأسداد * وقال الآخر: وقال الآخر:
* إن المروءة والسماحة والندى * في قبة ضربت على ابن الحشرج * وذكر الجارحة التي هي الآذان، إذ هي يكون منها السمع، لأنه لا يستحكم نوم إلا مع تعطل السمع. وفي الحديث: (ذلك رجل بال الشيطان في أذنه) أي استثقل نومه جدا حتى لا يقوم بالليل ا ه كلام أبي حيان. قوله تعالى: * (ثم بعثناهم لنعلم أي الحزبين أحصى لما لبثوا أمدا) *. ذكر جل وعلا في هذه الآية الكريمة: أن من حكم بعثه لأصحاب الكهف بعد هذه النومة الطويلة أن يبين للناس أي الحزبين المختلفين في مدة لبثهم أحصى لذلك وأضبط له. ولم يبين هنا شيئا عن الحزبين المذكورين.
وأكثر المفسرين على أن أحد الحزبين هم أصحاب الكهف. والحزب الثاني هم أهل المدينة الذين بعث الفتية على عهدهم حين كان عندهم التاريخ بأمر الفتية. وقيل: هما حزبان من أهل المدينة المذكورة، كان منهم مؤمنون وكافرون. وقيل: هما حزبان من المؤمنين في زمن أصحاب الكهف. اختلفوا في مدة لبثهم، قاله الفراء: وعن ابن عباس: الملوك الذين تداولوا ملك المدينة حزب، وأصحاب الكهف حزب. إلى غير ذلك من الأقوال.
والذي يدل عليه القرآن: أن الحزبين كليهما من أصحاب الكهف. وخير ما يفسر به القرآن القرآن، وذلك في قوله تعالى: * (وكذالك بعثناهم ليتسآءلوا بينهم قال قائل منهم كم لبثتم قالوا لبثنا يوما أو بعض يوم قالوا ربكم أعلم بما لبثتم) *. وكأن الذين
(٢٠٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 203 204 205 206 207 208 209 210 211 212 213 ... » »»