النبات والأشجار اه.
وهذا المعنى المشار إليه هنا جاء مبينا في مواضع أخر، كقوله: * (إنما مثل الحيواة الدنيا كمآء أنزلناه من السمآء فاختلط به نبات الا رض مما يأكل الناس والا نعام حتى إذآ أخذت الا رض زخرفها وازينت وظن أهلهآ أنهم قادرون عليهآ أتاهآ أمرنا ليلا أو نهارا فجعلناها حصيدا كأن لم تغن بالا مس كذالك نفصل الآيات لقوم يتفكرون) *، وكقوله تعالى: * (واضرب لهم مثل الحيواة الدنيا كمآء أنزلناه من السماء فاختلط به نبات الا رض فأصبح هشيما تذروه الرياح وكان الله على كل شىء مقتدرا) * إلى غير ذلك من الآيات.
وقوله في هذه الآية الكريمة * (لنبلوهم أيهم أحسن عملا) * أي لنختبرهم على ألسنة رسلنا.
وهذه الحكمة التي ذكرها هنا لجعل ما على الأرض زينة لها وهي الابتلاء في إحسان العمل بين في مواضع أخر أنها هي الحكمة في خلق الموت والحياة والسماوات والأرض، قال تعالى: * (تبارك الذى بيده الملك وهو على كل شىء قدير الذى خلق الموت والحيواة ليبلوكم أيكم أحسن عملا وهو العزيز الغفور) *، وقال تعالى: * (وهو الذى خلق السماوات والا رض فى ستة أيام وكان عرشه على المآء ليبلوكم أيكم أحسن عملا) *.
وقد بين صلى الله عليه وسلم الإحسان بقوله: (أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك) كما تقدم.
وهذا الذي أوضحنا من أنه جل وعلا جعل ما على الأرض زينة لها ليبتلى خلقه، ثم يهلك ما عليها ويجعله صعيدا جرزا فيه أكبر واعظ للناس، وأعظم زاجر عن اتباع الهوى، وإيثار الفاني على الباقي، ولذا قال صلى الله عليه وسلم: (إن الدنيا حلوة خضرة، وإن الله مستخلفكم فيها فناظر ماذا تعملون. فاتقوا الدنيا، واتقوا النساء، فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء).
* (أم حسبت أن أصحاب الكهف والرقيم كانوا من ءاياتنا عجبا * إذ أوى الفتية إلى الكهف فقالوا ربنآ ءاتنا من لدنك رحمة وهيىء لنا من أمرنا رشدا * فضربنا علىءاذانهم فى الكهف سنين عددا * ثم بعثناهم لنعلم أي الحزبين أحصى لما لبثوا أمدا) * قوله تعالى: * (أم حسبت أن أصحاب الكهف والرقيم كانوا من ءاياتنا عجبا) *. * (الارض أم) * في هذه الآية الكريمة هي المنقطعة عن التحقيق، ومعناها عند الجمهور (بل والهمزة) وعند بعض العلماء بمعنى (بل) فقط، فعلى القول الأول فالمعنى: بل