أضواء البيان - الشنقيطي - ج ٣ - الصفحة ١٩٩
لربنا وحصول العلم لهم باتخاذه الولد كل ذلك مستحيل عقلا. فنفيه لا يدل على إمكانه. ومن هذا القبيل قول المنطقيين: السالبة لا تقتضى وجود الموضوع، كما بيناه في غير هذا الموضع.
وما نفاه عنهم وعن آبائهم من العلم باتخاذه الولد سبحانه وتعالى عن ذلك علوا كبيرا بينه في مواضع أخر، كقوله: * (وخرقوا له بنين وبنات بغير علم سبحانه وتعالى عما يصفون) *، وقوله في آبائهم: * (أنزل الله وإلى الرسول قالوا حسبنا ما وجدنا عليه ءاباءنآ أولو كان ءاباؤهم لا يعلمون شيئا ولا يهتدون) * إلى غير ذلك من الآيات.
وقوله في هذه الآية الكريمة: * (كبرت كلمة تخرج من أفواههم) * يعني أن ما قالوه بأفواههم من أن الله اتخذ ولدا أمر كبير عظيم. كما بينا الآيات الدالة على عظمه آنفا. كقوله: * (إنكم لتقولون قولا عظيما) *، وقوله: * (تكاد السماوات يتفطرن منه وتنشق الا رض وتخر الجبال هدا) *. وكفى بهذا كبرا وعظما.
وقال بعض علماء العربية: إن قوله * (كبرت كلمة) * معناه التعجب. فهو بمعنى ما أكبرها كلمة. أو أكبر بها كلمة.
والمقرر في علم النحو: أن (فعل) بالضم تصاغ لإنشاء الذم والمدح، فتكون من باب نعم وبئس، ومنه قوله تعالى: * (كبرت كلمة) *. وإلى هذا أشار في الخلاصة بقوله: والمقرر في علم النحو: أن (فعل) بالضم تصاغ لإنشاء الذم والمدح، فتكون من باب نعم وبئس، ومنه قوله تعالى: * (كبرت كلمة) *. وإلى هذا أشار في الخلاصة بقوله:
* واجعل كبئس ساء واجعل فعلا * من ذي ثلاثة كنعم مسجلا * وقوله (كنعم) أي اجعله من باب (نعم) فيشمل بئس. وإذا تقرر ذلك ففاعل (كبر) ضمير محذوف و * (كلمة) * نكرة مميزة للضمير المحذوف. على حد قوله في الخلاصة. وقوله (كنعم) أي اجعله من باب (نعم) فيشمل بئس. وإذا تقرر ذلك ففاعل (كبر) ضمير محذوف و * (كلمة) * نكرة مميزة للضمير المحذوف. على حد قوله في الخلاصة.
* ويرفعان مضمرا يفسره * مميز كنعم قوما معشره * والمخصوص بالذم محذوف، والتقدير: كبرت هي كلمة خارجة من أفواههم تلك المقالة التي فاهوا بها، وهي قولهم: اتخذ الله ولدا، وأعرب بعضهم * (كلمة) * بأنها حال، أي كبرت فريتهم في حال كونها كلمة خارجة من أفواههم. وليس بشيء.
(١٩٩)
مفاتيح البحث: الكرم، الكرامة (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 194 195 196 197 198 199 200 201 202 203 204 ... » »»