يرزقكم من السمآء والا رض أمن يملك السمع والا بصار ومن يخرج الحى من الميت ويخرج الميت من الحى ومن يدبر الا مر فسيقولون الله فقل أفلا تتقون) * وإنكار فرعون لهذا النوع من التوحيد في قوله: * (قال فرعون وما رب العالمين) * تجاهل من عارف أنه عبد مربوب. بدليل قوله تعالى: * (قال لقد علمت مآ أنزل هاؤلاء إلا رب السماوات والا رض بصآئر) *، وقوله: * (وجحدوا بها واستيقنتهآ أنفسهم ظلما وعلوا) * وهذا النوع من التوحيد لا ينفع إلا بإخلاص العبادة لله. كما قال تعالى: * (وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون) *، والآيات الدالة على ذلك كثيرة جدا.
الثاني توحيده جل وعلا في عبادته. وضابط هذا النوع من التوحيد هو تحقيق معنى (لا إلاه إلا الله) وهي متركبة من نفي وإثبات. فمعنى النفي منها: خلع جميع أنواع المعبودات غير الله كائنة ما كانت في جميع أنواع العبادات كائنة ما كانت. ومعنى الإثبات منها: إفراد الله جل وعلا وحده بجميع أنواع العبادات بإخلاص، على الوجه الذي شرعه على ألسنة رسله عليهم الصلاة والسلام. وأكثر آيات القرآن في هذا النوع من التوحيد، وهو الذي فيه المعارك بين الرسل وأممهم * (أجعل الا لهة إلاها واحدا إن هاذا لشىء عجاب) *.
ومن الآيات الدالة على هذا النوع من التوحيد قوله تعالى: * (فاعلم أنه لا إلاه إلأ الله واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات والله) *، وقوله: * (ولقد بعثنا فى كل أمة رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت) *، وقوله: * (ومآ أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحى إليه أنه لا إلاه إلا أنا فاعبدون) *، وقوله: * (واسئل من أرسلنا من قبلك من رسلنآ أجعلنا من دون الرحمان ءالهة يعبدون) *، وقوله: * (قل إنمآ يوحى إلى أنمآ إلاهكم إلاه واحد فهل أنتم مسلمون) * فقد أمر في هذه الآية الكريمة أن يقول: إنما أوحي إليه محصور في هذا النوع من التوحيد. لشمول كلمة (لا إله إلا الله) لجميع ما جاء في الكتب. لأنها تقتضي طاعة الله بعبادته وحده. فيشمل ذلك جميع العقائد والأوامر والنواهي، وما يتبع ذلك من ثواب وعقاب، والآيات في هذا النوع من التوحيد كثيرة.
النوع الثالث توحيده جل وعلا في أسمائه وصفاته. وهذا النوع من التوحيد ينبني على أصلين: