سلطانه على الذين يتولونه والذين هم به مشركون) *. ذكر جل وعلا في هذه الآية الكريمة: أن الشيطان ليس له سلطان على المؤمنين المتوكلين على الله، وأن سلطانه إنما هو على أتباعه الذين يتولونه، والذين هم به مشركون.
وبين هذا المعنى في غير هذا الموضع، كقوله: * (إن عبادى ليس لك عليهم سلطان إلا من اتبعك من الغاوين) *، وقوله: * (لأغوينهم أجمعين إلا عبادك منهم المخلصين) *، وقوله: * (إن عبادى ليس لك عليهم سلطان وكفى بربك وكيلا) *، وقوله: * (وما كان له عليهم من سلطان إلا لنعلم من يؤمن بالا خرة ممن هو منها فى شك) *، وقوله: * (وما كان لى عليكم من سلطان إلا أن دعوتكم فاستجبتم لى) *.
واختلف العلماء في معنى السلطان في هذه الآية.
فقال أكثر أهل العلم: هو الحجة، أي ليس للشيطان عليهم حجة فيما يدعوهم إليه من عبادة الأوثان.
وقال بعضهم: ليس له سلطان عليهم. أي تسلط وقدرة على أن يوقعهم في ذنب لا توبة منه. وقد قدمنا هذا. والمراد: ب * (الذين يتولونه) * الذين يطيعونه فيوالونه بالطاعة.
وأظهر الأقوال في قوله: * (هم به مشركون) * أن الضمير عائد إلى الشيطان لا إلى الله. ومعنى كونهم مشركين به هو طاعتهم له في الكفر والمعاصي. كما يدل عليه قوله تعالى: * (ألم أعهد إليكم يابنىءادم أن لا تعبدوا الشيطان إنه لكم عدو مبين) *، وقوله عن إبراهيم: * (ياأبت لا تعبد الشيطان إن الشيطان) * إلى غير ذلك من الآيات. وأما سلطانه على الذين يتولونه فهو ما جعلوه له على أنفسهم من الطاعة والاتباع والموالاة، بغير موجب يستوجب ذلك.
تنبيه فإنه قيل: أثبت الله للشيطان سلطانا على أوليائه في آيات. كقوله هنا * (إنما سلطانه