أضواء البيان - الشنقيطي - ج ٢ - الصفحة ٢٤٨
تجزى نفس عن نفس شيئا) *. ونحو ذلك من الآيات والخلال في هذه الآية قبل: جمع خلة كقلة وقلال والخلة: المصادقة وقيل: هو مصدر خاله على وزن فاعل مخالة وخلالا ومعلوم أن فاعل ينقاس مصدرها على المفاعلة والفعال. وهذا هو الظاهر ومنه قول امرئ القيس: واتقوا يوما لا تجزى نفس عن نفس شيئا) *. ونحو ذلك من الآيات والخلال في هذه الآية قبل: جمع خلة كقلة وقلال والخلة: المصادقة وقيل: هو مصدر خاله على وزن فاعل مخالة وخلالا ومعلوم أن فاعل ينقاس مصدرها على المفاعلة والفعال. وهذا هو الظاهر ومنه قول امرئ القيس:
* صرفت الهوى عنهن من خشية الردى * ولست بمقلي الخلال ولا قال * أي ليست بمكروه المخالة. قوله تعالى: * (واجنبنى وبنى أن نعبد الا صنام) *. لم يبين هنا هل أجاب دعاء نبيه إبراهيم هذا ولكنه بين في مواضع أخر أنه أجابه في بعض ذريته دون بعض كقوله: * (ومن ذريتهما محسن وظالم لنفسه مبين) * وقوله: * (وجعلها كلمة باقية فى عقبه) *. قوله تعالى: * (فمن تبعنى فإنه منى ومن عصانى فإنك غفور رحيم) *. بين تعالى في هذه الآية الكريمة أن نبيه إبراهيم قال: إن من تبعه فإنه منه وأنه رد أمر من لم يتبعه إلى مشيئة الله تعالى إن شاء الله غفر له لأنه هو الغفور الرحيم وذكر نحو هذا عن عيسى ابن مريم في قوله: * (إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم) * وذكر عن نوح وموسى التشديد في الدعاء على قومهما فقال عن نوح إنه قال: * (رب لا تذر على الا رض من الكافرين ديارا) * إلى قوله: * (فاجرا كفارا) * وقال عن موسى إنه قال: * (ربنا ليضلوا عن سبيلك ربنا اطمس على أموالهم واشدد على قلوبهم فلا يؤمنوا حتى يروا العذاب الا ليم) * والظاهر أن نوحا وموسى عليهما وعلى نبينا الصلاة والسلام ما دعوا ذلك الدعاء على قومهما إلا بعد أن علما من الله أنهم أشقياء في علم الله لا يؤمنون أبدا، أما نوح فقد صرح الله تعالى له بذلك في قوله: * (وأوحى إلى نوح أنه لن يؤمن من قومك إلا من قد ءامن) * وأما موسى فقد فهم ذلك من قول قومه له: * (مهما تأتنا به من ءاية لتسحرنا بها فما نحن لك بمؤمنين) * فإنهم قالوا هذا القول بعد مشاهدة تلك الآيات العظيمة المذكورة في الأعراف وغيرها. قوله تعالى: * (فاجعل أفئدة من الناس تهوى إليهم وارزقهم من الثمرات) *. بين تعالى في هذه الآية الكريمة أن نبيه إبراهيم عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام دعا لذريته الذين
(٢٤٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 243 244 245 246 247 248 249 250 251 252 253 ... » »»