أضواء البيان - الشنقيطي - ج ٢ - الصفحة ٢٤٦
أنفسهم فأهلكته) * وقوله * (ياأيها الذين ءامنوا لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والا ذى كالذى ينفق ماله رئآء الناس ولا يؤمن بالله واليوم الا خر فمثله كمثل صفوان عليه تراب فأصابه وابل فتركه صلدا لا يقدرون على شىء مما كسبوا والله لا يهدي القوم الكافرين) * وقوله: * (وقدمنآ إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هبآء منثورا) * إلى غير ذلك من الآيات.
وبين في موضع آخر أن الحكمة في ضربه للأمثال أن يتفكر الناس فيها فيفهموا الشيء بنظرة وهو قوله: * (وتلك الا مثال نضربها للناس لعلهم يتفكرون) * ونظيره قوله * (ويضرب الله الأمثال للناس لعلهم يتذكرون) * وبين في موضع آخر أن الأمثال لا يعقلها إلا أهل العلم وهو قوله تعالى: * (وتلك الا مثال نضربها للناس وما يعقلهآ إلا العالمون) * وبين في موضع آخر أن المثل المضروب بجعله الله سبب هداية لقوم فهموه وسبب ضلال لقوم لم يفهموا حكمته وهو قوله: * (فأما الذين ءامنوا فيعلمون أنه الحق من ربهم وأما الذين كفروا فيقولون ماذآ أراد الله بهاذا مثلا يضل به كثيرا ويهدي به كثيرا وما يضل به إلا الفاسقين) * وبين في موضع آخر أنه تعالى لا يستحي أن يضرب مثلا ما ولو كان المثل المضروب بعوضة فما فوقها قيل فما هو أصغر منها لأنه يفوقها في الصغر وقيل فما فوقها أي فما هو أكبر منها هو قوله: * (إن الله لا يستحى أن يضرب مثلا ما بعوضة فما فوقها) * ولذلك ضرب المثل بالعنكبوت في قوله * (مثل الذين اتخذوا من دون الله أوليآء كمثل العنكبوت اتخذت بيتا وإن أوهن البيوت لبيت العنكبوت لو كانوا يعلمون) * وضربه بالحمار في قوله * (كمثل الحمار يحمل أسفارا) * وضربه. بالكلب في قوله * (ولو شئنا لرفعناه بها ولاكنه أخلد إلى الا رض واتبع هواه فمثله كمثل الكلب إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث) * إلى غير ذلك والعلم عند الله تعالى. قوله تعالى: * (فقال الضعفاء للذين استكبروا إنا كنا لكم تبعا فهل أنتم مغنون عنا من عذاب الله من شىء) *. هذه المحاجة التي ذكرها الله هنا عن الكفار بينها في مواضع أخر كقوله: * (وإذ يتحآجون فى النار فيقول الضعفاء للذين استكبروا إنا كنا لكم تبعا فهل أنتم مغنون عنا نصيبا من النار قال الذين استكبروا إنا كل فيهآ إن الله قد حكم بين العباد) * كما تقدم إيضاحه.
(٢٤٦)
مفاتيح البحث: الضرب (4)، الضلال (3)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 241 242 243 244 245 246 247 248 249 250 251 ... » »»