أضواء البيان - الشنقيطي - ج ٢ - الصفحة ٢٥٠
ومن إطلاق الإهطاع في اللغة بمعنى الإسراع قول الشاعر: ومن إطلاق الإهطاع في اللغة بمعنى الإسراع قول الشاعر:
* بدجلة دارهم ولقد أراهم * بدجلة مهطعين إلى السماع * أي مسرعين إليه. قوله تعالى: * (وترى المجرمين يومئذ مقرنين فى الا صفاد) *. بين تعالى في هذه الآية الكريمة أن المجرمين وهم الكفار يوم القيامة يقرنون في الأصفاد وبين تعالى هذا المعنى في مواضع أخر كقوله: * (وإذآ ألقوا منها مكانا ضيقا مقرنين دعوا هنالك ثبورا) * ونحو ذلك من الآيات.
والأصفاد: هي الأغلال والقيود، واحدها: صفد بالسكون وصفد بالتحريك. ومنه قول عمرو بن كلثوم: والأصفاد: هي الأغلال والقيود، واحدها: صفد بالسكون وصفد بالتحريك. ومنه قول عمرو بن كلثوم:
* فآبوا بالنهاب وبالسبايا * وأبنا بالملوك مصفدينا * وقوله تعالى: * (والشياطين كل بنآء وغواص وءاخرين مقرنين فى الا صفاد) *. قوله تعالى: * (وتغشى وجوههم النار) *. بين في هذه الآية الكريمة أن النار يوم القيامة تغشى وجوه الكفار فتحرقها، وأوضح ذلك في مواضع أخر كقوله: * (تلفح وجوههم النار وهم فيها كالحون) * وقوله: * (لو يعلم الذين كفروا حين لا يكفون عن وجوههم النار ولا عن ظهورهم) *. إلى غير ذلك من الآيات. قوله تعالى: * (هاذا بلاغ للناس) *. بين في هذه الآية الكريمة أن هذا القرآن بلاغ لجميع الناس وأوضح هذا المعنى في قوله: * (وأوحى إلى هاذا القرءان لا نذركم به ومن بلغ) * وبين أن من بلغه ولم يؤمن به فهو في النار كائنا من كان في قوله: * (ومن يكفر به من الا حزاب فالنار موعده فلا تك فى مرية منه) *. قوله تعالى: * (وليعلموا أنما هو إلاه واحد وليذكر أولوا الألباب) *. بين في هذه الآية الكريمة أن من حكم إنزال القرآن العظيم العلم بأنه تعالى إله واحد، وأن من حكمه أن يتعظ أصحاب العقول. وبين هذا في مواضع أخر فذكر الحكمة الأولى في أول سورة هود في قوله: * (كتاب أحكمت ءاياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير ألا تعبدوا إلا الله) *، كما تقدم إيضاحه، وذكر الحكمة الثانية في قوله: * (كتاب أنزلناه
(٢٥٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 245 246 247 248 249 250 251 252 253 254 255 ... » »»