أضواء البيان - الشنقيطي - ج ٢ - الصفحة ٢٤٤
تقدم المثال له بقوله تعالى: * (ذالك ومن يعظم شعائر الله) * مع قوله: * (والبدن جعلناها لكم من شعائر الله) *. قوله تعالى: * (وقال الذين كفروا لرسلهم لنخرجنكم من أرضنآ أو لتعودن فى ملتنا) *. بين تعالى في هذه الآية الكريمة أن الكفار توعدوا الرسل بالإخراج من أرضهم والنفي من بين أظهرهم إن لم يتركوا ما جاءوا به من الوحي وقد نص في آيات أخر أيضا على بعض ذلك مفصلا كقوله من قوم شعيب * (لنخرجنك ياشعيب والذين ءامنوا معك من قريتنآ أو لتعودن في ملتنا قال أولو كنا كارهين قد افترينا على الله كذبا إن عدنا فى ملتكم) * وقوله عن قوم لوط * (فما كان جواب قومه إلا أن قالوا أخرجوا ءال لوط من قريتكم إنهم أناس يتطهرون) * وقوله عن مشركي قريش * (وإن كادوا ليستفزونك من الا رض ليخرجوك منها وإذا لا يلبثون خلافك إلا قليلا) * وقوله: * (وإذ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك أو يقتلوك أو يخرجوك ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين) * إلى غير ذلك من الآيات. قوله تعالى: * (فأوحى إليهم ربهم لنهلكن الظالمين ولنسكننكم الا رض من بعدهم ذالك لمن خاف مقامى وخاف وعيد) *. بين تعالى في هذه الآية الكريمة أنه أوحى إلى رسله أن العاقبة والنصر لهم على أعدائهم وأنه يسكنهم الأرض بعد إهلاك أعدائهم وبين هذا المعنى في آيات كثيرة كقوله: * (ولقد سبقت كلمتنا لعبادنا المرسلين إنهم لهم المنصورون وإن جندنا لهم الغالبون) * وقوله: * (كتب الله لاغلبن أنا ورسلى إن الله قوى عزيز) * وقوله * (إنا لننصر رسلنا والذين ءامنوا فى الحيواة الدنيا) *.
وقوله: * (قال موسى لقومه استعينوا بالله واصبروا إن الأرض لله يورثها من يشآء من عباده والعاقبة للمتقين) * وقوله: * (وأورثنا القوم الذين كانوا يستضعفون مشارق الا رض ومغاربها التى باركنا فيها) * إلى غير ذلك من الآيات. قوله تعالى: * (وخاب كل جبار عنيد) *. لم يبين هنا كيفية خيبة الجبار العنيد ولكنه أشار إلى معنى خيبته وبعض صفاته القبيحة في قوله في سورة (ق) * (ألقيا فى جهنم كل كفار عنيد مناع للخير معتد مريب الذى جعل مع الله إلاها ءاخر فألقياه فى
(٢٤٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 239 240 241 242 243 244 245 246 247 248 249 ... » »»