أضواء البيان - الشنقيطي - ج ١ - الصفحة ٥٦
عمر بن أبي سلمة عن أبيه عن أبي هريرة قال: لما قدمت البحرين سألني أهلها عما قذف البحر؟ فأمرتهم أن يأكلوه. فلما قدمت على عمر فذكر قصة. قال: فقال عمر: قال الله تعالى في كتابه: * (أحل لكم صيد البحر وطعامه) * فصيده: ما صيد وطعامه: ما قذف به. قوله: وقال أبو بكر هو الصديق الطافي حلال وصله أبو بكر بن أبي شيبة والطحاوي والدارقطني من رواية عبد الملك بن أبي بشير عن عكرمة عن ابن عباس قال: أشهد على أبي بكر أنه قال: السمكة الطافية حلال. زاد الطحاوي: لمن أراد أكله وأخرجه الدارقطني وكذا عبد بن حميد والطبري منها. وفي بعضها أشهد على أبي بكر أنه أكل السمك الطافي على الماء وللدارقطني من وجه آخر عن ابن عباس عن أبي بكر: أن الله ذبح لكم ما في البحر فكلوه كله فإنه ذكي.
قوله: وقال ابن عباس: طعامه ميتته إلا ما قذرت منها وصله الطبري من طريق أبي بكر بن حفص عن عكرمة عن ابن عباس في قوله تعالى: * (أحل لكم صيد البحر وطعامه) * قال طعامه: ميتته. وأخرج عبد الرزاق من وجه آخر عن ابن عباس وذكر صيد البحر لا تأكل منه طافيا في سنده الأجلح وهو لين ويوهنه حديث ابن عباس الماضي قبله قوله: والجري لا تأكله اليهود ونحن نأكله. وصله عبد الرزاق عن الثوري عن عبد الكريم الجزري عن عكرمة عن ابن عباس أنه سئل عن الجرى فقال: لا بأس به إنما هو شئ كرهته اليهود. وأخرجه ابن أبي شيبة عن وكيع عن الثوري به. وقال في روايته: سألت ابن عباس عن الجري فقال: لا بأس به؛ إنما تحرمه اليهود ونحن نأكله وهذا على شرط الصحيح. وأخرج عن علي وطائفة نحوه. والجرى بفتح الجيم قال ابن التين: وفي نسخة بالكسر وهو ضبط الصحاح وكسر الراء الثقيلة قال: ويقال له أيضا: الجريت وهو ما لا قشر له.
وقال ابن حبيب من المالكية: إنما أكرهه؛ لأنه يقال: إنه من الممسوخ. وقال الأزهري: الجريت نوع من السمك يشبه الحيات. وقيل: سمك لا قشر له. ويقال له أيضا: المرماهي والسلور مثله. وقال الخطابي: هو ضرب من السمك يشبه الحيات وقال غيره: نوع عريض الوسط دقيق الطرفين. قوله: وقال شريح صاحب النبي صلى الله عليه وسلم: كل شئ في البحر مذبوح وقال عطاء: أما الطير فأرى أن تذبحه وصله المصنف في التاريخ وابن منده في
(٥٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 ... » »»