أضواء البيان - الشنقيطي - ج ١ - الصفحة ٥٧
المعرفة من رواية ابن جريج عن عمرو بن دينار وأبي الزبير أنهما سمعا شريحا صاحب النبي صلى الله عليه وسلم يقول: كل شئ في البحر مذبوح. قال: فذكرت ذلك لعطاء. فقال: أما الطير فأرى أن تذبحه وأخرجه الدارقطني وأبو نعيم في الصحابة مرفوعا من حديث شريح والموقوف أصح.
وأخرجه ابن أبي عاصم في الأطعمة من طريق عمرو بن دينار سمعت شيخا كبيرا يحلف بالله ما في البحر دابة إلا قد ذبحها الله لبني آدم وأخرج الدارقطني من حديث عبد الله بن سرجس رفعه: أن الله قد ذبح كل ما في البحر لبني آدم وفي سنده ضعف والطبراني من حديث ابن عمر رفعه نحوه وسنده ضعيف أيضا وأخرج عبد الرزاق بسندين جيدين عن عمر ثم عن علي: الحوت ذكي كله قوله: وقال ابن جريج: قلت لعطاء: صيد الأنهار وقلات السيل أصيد بحر هو؟ قال: نعم ثم تلا: * (هاذا عذب فرات سائغ شرابه وهذا ملح أجاج ومن كل تأكلون لحما طريا) * وصله عبد الرزاق في التفسير عن ابن جريج بهذا سواء وأخرجه الفاكهي في كتاب مكة من رواية عبد المجيد بن أبي دواد عن ابن جريج أتم من هذا وفيه: وسألته عن حيتان بركة القشيري وهي بئر عظيمة في الحرم أتصاد؟ قال: نعم؛ وسألته عن ابن الماء وأشباهه أصيد بحر أم صيد بر؟ فقال: حيث يكون أكثر فهو صيد.
وقلات بكسر القاف وتخفيف اللام وآخره مثناة ووقع في رواية الأصيلي مثلثة. والصواب الأول: جمع قلت بفتح أوله مثل: بحر وبحار وهو النقرة في الصخرة يستنقع فيها الماء. قوله: وركب الحسن على سرج من جلود كلاب الماء وقال الشعبي: لو أن أهلي أكلوا الضفادع لأطعمتهم ولم ير الحسن بالسلحفاة بأسا. أما قول الحسن الأول فقيل إنه ابن علي. وقيل: البصري ويؤيد الأول أنه وقع في رواية وركب الحسن عليه السلام وقوله: على سرج من جلود أي متخذ من جلود كلاب الماء. وأما قول الشعبي: فالضفادع جمع ضفدع بكسر أوله وفتح الدال وبكسرها أيضا وحكي ضم أوله مع فتح الدال؛ والضفادي بغير عين لغة فيه قال ابن التين: لم يبين الشعبي هل تذكى أم لا؟. ومذهب مالك أنها تؤكل بغير تذكية ومنهم من فصل بين ما مأواه الماء وغيره. وعن الحنفية ورواية عن الشافعي: لا بد من التذكية.
(٥٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 ... » »»