أضواء البيان - الشنقيطي - ج ١ - الصفحة ٢٤٣
افترى إثما عظيما) * ذكر في هذه الآية الكريمة أنه تعالى لا يغفر الإشراك به وأنه يغفر غير ذلك لمن يشاء وأن من أشرك به فقد افترى إثما عظيما وذكر في مواضع أخر أن محل كونه لا يغفر الإشراك به إذا لم يتب المشرك من ذلك فإن تاب غفر له كقوله إلا من تاب وآمن وعمل صالحا الآية فإن الاستثناء راجع لقوله والذين لا يدعون مع الله إلها آخر وما عطف عليه لأن معنى الكل جمع في قوله ومن يفعل ذلك يلق أثاما الآية وقوله قل للذين كفروا إن ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف وذكر في موضع آخر أن من أشرك بالله قد ضل ضلالا بعيدا عن الحق وهو قوله في هذه السورة الكريمة أيضا إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ومن يشرك بالله فقد افترى إثما عظيما ذكر في هذه الآية الكريمة أنه تعالى لا يغفر الإشراك به وأنه يغفر غير ذلك لمن يشاء وأن من أشرك به فقد افترى إثما عظيما وذكر في مواضع أخر: أن محل كونه لا يغفر الإشراك به إذا لم يتب المشرك من ذلك فإن تاب غفر له كقوله: * (إلا من تاب وءامن وعمل عملا صالحا) * فإن الاستثناء راجع لقوله: * (والذين لا يدعون مع الله إلاها ءاخر) * وما عطف عليه؛ لأن معنى الكل جمع في قوله: * (ومن يفعل ذلك يلق أثاما) * وقوله: * (قل للذين كفروا إن ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف) * وذكر في موضع آخر: أن من أشرك بالله قد ضل ضلالا بعيدا عن الحق وهو قوله في هذه السورة الكريمة أيضا: * (إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ومن يشرك بالله فقد ضل ضلالا بعيدا) * وصرح بأن من أشرك بالله فالجنة عليه حرام ومأواه النار بقوله: * ( إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار) * وقوله: * (ونادى أصحاب النار أصحاب الجنة أن أفيضوا علينا من الماء أو مما رزقكم الله قالوا إن الله حرمهما على) *.
وذكر في موضع آخر أن المشرك لا يرجى له خلاص وهو قوله: * (ومن يشرك بالله فكأنما خر من السماء فتخطفه الطير أو تهوى به الريح في مكان سحيق) * وصرح في موضع آخر: بأن الإشراك ظلم عظيم بقوله عن لقمان مقررا له: * (إن الشرك لظلم عظيم) *.
وذكر في موضع آخر أن الأمن التام والاهتداء إنما هما لمن لم يلبس إيمانه بشرك وهو قوله: * (الذين ءامنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الامن وهم مهتدون) * وقد صح عنه صلى الله عليه وسلم أن معنى * (بظلم) * بشرك. * (ألم تر إلى الذين يزكون أنفسهم بل الله يزكى من يشاء الآية أنكر تعالى عليهم في هذه الآية تزكيتهم أنفسهم بقوله: * (ألم تر إلى) * الذين ويقوله انظر كيف يفترون على الله الكذب وكفى به إثما مبينا) * وصرح بالنهي العام عن تزكية النفس وأحرى نفس الكافر التي هي أخس شئ وأنجسه بقوله: * (هو أعلم بكم إذ أنشأكم من الأرض وإذ أنتم أجنة في بطون أمهاتكم فلا تزكوا أنفسكم هو أعلم بمن اتقى) *
(٢٤٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 238 239 240 241 242 243 244 245 246 247 248 ... » »»