أضواء البيان - الشنقيطي - ج ١ - الصفحة ٢٤١
أن النشوز أيضا قد يحصل من الرجال وهو قوله تعالى: * (وإن امرأة خافت من بعلها نشوزا أو إعراضا) * وأصل النشوز في اللغة الارتفاع فالمرأة الناشز كأنها ترتفع عن المكان الذي يضاجعها فيه زوجها وهو في اصطلاح الفقهاء الخروج عن طاعة الزوج وكأن نشوز الرجل ارتفاعه أيضا عن المحل الذي فيه الزوجة وتركه مضاجعتها والعلم عند الله تعالى. * (قوله تعالى وإن تك حسنة يضاعفها الآية لم يبين في هذه الآية الكريمة أقل ما تضاعف به الحسنة ولا أكثره ولكنه بين في موضع آخر أن أقل ما تضاعف به عشر أمثالها وهو قوله: * (من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها) *.
وبين في موضع آخر أن المضاعفة ربما بلغت سبعمائة ضعف إلى ما شاء الله وهو قوله: * (مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل) * كما تقدم. * (يومئذ يود الذين كفروا وعصوا الرسول لو تسوى بهم الأرض الآية على القراءات الثلاث معناه أنهم يتمنون أن يستووا بالأرض فيكونوا ترابا مثلها على أظهر الأقوال ويوضح هذا المعنى قوله تعالى: * (يوم ينظر المرء ما قدمت يداه ويقول الكافر يا ليتني كنت ترابا) *.
* (ولا يكتمون الله حديثا) * بين في موضع آخر أن عدم الكتم المذكور هنا إنما هو باعتبار إخبار أيديهم وأرجلهم بكل ما عملوا عند الختم على أفواههم إذا أنكروا شركهم ومعاصيهم وهو قوله تعالى: * (اليوم نختم على أفواههم وتكلمنا أيديهم وتشهد أرجلهم بما كانوا يكسبون) * فلا يتنافى قوله: * (ولا يكتمون الله حديثا) * مع قوله عنهم: * (والله ربنا ما كنا مشركين) * وقوله عنهم أيضا: * (ما كنا نعمل من سوء) * وقوله عنهم: * (بل لم نكن ندعوا من قبل شيئا) * للبيان الذي ذكرنا والعلم عند الله تعالى. * (قوله تعالى يا أيها الذين ءامنوا لا تقربوا الصلواة وأنتم سكارى حتى تعلموا ما تقلون بين تعالى في هذه الآية زوال السكر بأنه هو أن يثوب للسكران عقله حتى يعلم معنى الكلام الذي يصدر منه بقوله: * (حتى تعلموا ما تقولون) *.
(٢٤١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 236 237 238 239 240 241 242 243 244 245 246 ... » »»