ولم يبين هنا كيفية تزكيتهم أنفسهم.
ولكنه بين ذلك في مواضع أخر كقوله عنهم: * (نحن أبناء الله وأحباؤه) * وقوله: * (وقالوا لن يدخل الجنة إلا من كان هودا أو نصارى) * إلى غير ذلك من الآيات. * (قوله تعالى) * وندخلهم ظلا ظليلا وصف في هذه الآية الكريمة ظل الجنة بأنه ظليل ووصفه في آية أخرى بأنه دائم وهي قوله: * (أكلها دائم وظلها) * ووصفه في آية أخرى بأنه ممدود وهي قوله: * (وظل ممدود) * وبين في موضع آخر أنها ظلال متعددة وهو قوله: * (إن المتقين في ظلال وعيون) *.
وذكر في موضع آخر أنهم في تلك الظلال متكئون مع أزواجهم على الأرائك وهو قوله: * (هم وأزواجهم في ظلال على الأرائك متكئون) * والأرائك: جمع أريكة وهي السرير في الحجلة والحجلة بيت يزين للعروس بجميع أنواع الزينة وبين أن ظل أهل النار ليس كذلك بقوله: * (انطلقوا إلى ما كنتم به تكذبون * انطلقوا إلى ظل ذي ثلاث شعب * لا ظليل ولا يغنى من اللهب) * وقوله: * (وأصحاب الشمال ما أصحاب الشمال * في سموم وحميم * وظل من يحموم * لا بارد ولا كريم) *. * (قوله تعالى فإن تنازعتم في شئ فردوه إلى الله الآية أمر الله في هذه الآية الكريمة بأن كل شئ تنازع فيه الناس من أصل الدين وفروعه إن يرد التنازع في ذلك إلى كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم لأنه تعالى قال من يطع الرسول فقد أطاع الله وأوضح هذا المأمور به هنا بقوله وما اختلفتم فيه من شئ فحكمه إلى الله ويفهم من هذه الآية الكريمة أنه لا يجوز التحاكم إلى غير كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم وقد أوضح تعالى هذا المفهوم موبخا للمتحاكمين إلى غير كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم مبينا أن الشيطان أضلهم ضلالا بعيدا عن الحق بقوله * ألم تر إلى الذين يزعمون أنهم ءامنوا بما أنزل إليك ومآ أنزل من قبلك يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت وقد أمروا أن يكفروا به ويريد الشيطان أن يضلهم ضلالا بعيدا) *) * وأشار إلى أنه لا يؤمن أحد حتى يكفر بالطاغوت بقوله: * (فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد