تفسير الآلوسي - الآلوسي - ج ٣٠ - الصفحة ٢٦٧
آنفا وروى مبارك بن فضالة عن أنس أن رجلا قال يا رسول الله إني أحب هذه السورة * (قل هو الله أحد) * قال إن حبك إياها أدخلك الجنة وأخرجه الإمام أحمد في المسند عن أبي النضر عن مبارك المذكور عن أنس وذكر البخاري أن حبها يوجب دخول الجنة تعليقا وروى مالك عن عبد الله بن عبد الرحمن قال سمعت أبا هريرة يقول أقبلت مع النبي صلى الله عليه وسلم فسمع رجلا يقرأ * (قل هو الله أحد) * فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم وجبت قلت وما وجبت قال الجنة وأخرجه النسائي والترمذي وقال حديث صحيح لا تعرفه إلا من حديث مالك وأخرج أبو داود وابن ماجه والترمذي وقال حسن غريب عن بريدة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سمع رجلا يقول اللهم أني أسألك بأني أشهد أنك أنت الله لا إله إلا أنت الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد فقال النبي صلى الله عليه وسلم والذي نفسي بيده لقد سأل الله باسمه الأعظم الذي إذا دعي به أجاب وإذا سئل به أعطى وفي المسند عن محجن بن الأدرع إن النبي صلى الله عليه وسلم دخل المسجد فإذا هو برجل قد قضى صلاته وهو يتشهد ويقول إني أسألك يا الله الواحد الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد أن تغفر لي ذنوبي إنك أنت الغفور الرحيم، فقال نبي الله صلى الله عليه وسلم ثلاث مرات قد غفر له قد غفر له قد غفر له وأخرج البخاري ومالك وأبو داود والنسائي عن أبي سعيد أن رجلا سمع رجلا يقرأ * (قل هو الله أحد) * يرددها فلما أصبح جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك له وكان الرجل يتقالها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم والذي نفسي بيده أنها لتعدل ثلث القرآن وأخرج أحمد والنسائي في اليوم والليلة من طريق هشيم عن أبي بن كعب أو رجل من الأنصار قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من قرأ * (قل هو الله أحد) * فكأنما قرأ بثلث القرآن " وفي رواية يوسف بن عطية الصفار بسنده عن أبي مرفوعا من قرأ * (قل هو الله أحد) * فكأنما قرأ ثلث القرآن وكتب له من الحسنات بعدد من أشرك بالله تعالى وآمن به وجاء أنها تعدل ثلث القرآن في عدة أخبار مرفوعة وموقوفة وفي المسند من طريق ابن لهيعة عن الحرث بن يزيد عن أبي الهيثم عن أبي سعيد قال بات قتادة بن النعمان يقرأ الليلة كله ب * (قل هو الله أحد) * فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال والذي نفسي بيده أنها لتعدل نصف القرآن أو ثلثه وحمل على الشك من الراوي والروايات تعين الثلث واختلف في المراد بذلك فقيل المراد أنها باعتبار معناها ثلث من القرآن المجزأ إلى ثلاثة لا أن ثواب قراءتها ثلث ثواب القرآن وإلى هذا ذهب جماعة لكنهم اختلفوا في بيان ذلك فقيل إن القرآن يشتمل على قصص وأحكام وعقائد وهي كلها مما يتعلق بالعقائد فكانت ثلثا بذلك الاعتبار وقال الغزالي في " الجواهر " ما حاصله هي عدل ثلثه باعتبار أنواع العلوم الثلاثة التي هي أم ما في القرآن علم المبدأ وعلم المعاد وعلم ما بينهما أعني الصراط المستقيم وقال الجوني المطالب التي في القرآن معظمها الأصول الثلاثة التي بها يصح الإسلام ويحصل الايمان وهي معرفة الله تعالى والاعتراف بصدق رسوله صلى الله عليه وسلم واعتقاد القيام بين يديه وهذه السورة تفيد الأصول الأولى فهي ثلثه من هذا الوجه وقيل القرآن قسمان خبر وإنشاء والخبر قسمان خبر عن الخالق وخبر عن المخلوق فهذه ثلاثة أثلاث وسورة الإخلاص أخلصت الخبر عن الخالق فهي بهذا الاعتبار ثلث وهذا كما ترى وأيا ما كان قيل لا تنافي بين رواية الثلث ورواية عدل القرآن كله المذكورة في " الكشاف " على تقدير ثبوتها لجواز أن يقال هي عدل القرآن باعتبار أن المقصود التوحيد وما عداه ذرائع إليه ويؤيد اعتبار الأجزاء أنفسها دون الثواب ما في " صحيح مسلم " من طريق قتادة عن أبي الدرداء أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أيعجز أحدكم أن يقرأ كل يوم ثلث القرآن قالوا نعم قال فإن الله تعالى جزأ القرآن
(٢٦٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 262 263 264 265 266 267 268 269 270 271 272 ... » »»