تفسير الآلوسي - الآلوسي - ج ٢٣ - الصفحة ٢١٠
وتقدم معنى الأواب.
* (واذكر عبادنآ إبراهيم وإسح‍اق ويعقوب أولى الايدى والابص‍ار) *.
* (واذكر عبادنا إبراهيم واسحاق ويعقوب) * الثلاثة عطف بيان لعبادنا أو بدل منه.
وقيل: نصب باضمار أعني، وقرأ ابن عباس. وابن كثير. وأهل مكة * (عبدنا) * بالإفراد فإبراهيم وحده بدل أو عطف بيان أو مفعول أعني، وخص بعنوان العبودية لميزد شرفه، وما بعده عطف على * (عبدنا) * وجوز أن يكون المراد بعبدنا عبادنا وضعا للجنس موضع الجمع فتتحد القراءتان * (أولى الأيدي والأبصار) * أولى القوة في الطاعة والبصيرة في الدين على أن الأيدي مجاز مرسل عن القوة، والأبصار جمع بصر بمعنى بصيرة وهو مجاز أيضا لكنه مشهور فيه أو أولي الأعمال الجليلة والعلوم الشريفة على أن ذكر الأيدي من ذكر السبب وإرادة المسبب، والأبصار بمعنى البصائر مجاز عما يتفرع عليها من العلوم كالأول أيضا، وفي ذلك على الوجهين تعريض بالجهلة الباطلين أنهم كفاقدى الأيدي والأبصار وتوبيخ على تركهم المجاهدة والتأمل مع تمكنهم منهما، وقيل: الأيدي النعم أي أولى التي اسداها الله تعالى إليهم من النبوة والمكانة أو أولى النعم والإحسانات على الناس بإرشادهم وتعليمهم إياهم، وفيه ما فيه. وقرىء * (الأيادي) * على جمع الجمع كأوطف وأواطف، وقرأ عبد الله. والحسن. وعيسى. والأعمش * (الأيد) * بغير ياء فقيل يراد الأيدي بالياء وحذفت اجتزاء بالكسرة عنها، ولما كانت أل تعاقب التنوين حذفت الياء معها كما حذفت مع التنوين حكاه أبو حيان ثم قال: وهذا تخريج لا يسوغ لأن حذف هذه الياء مع وجود أل ذكره سيبويه في الضرائر، وقيل: الأيد القوة في طاعة الله تعالى نظر ما تقدم. وقال الزمخشري بعد تعليل الحذف بالاكتفاء بالكسرة وتفسيره بالأيد من التأييد قلق غير متمكن وعلل بأن فيه فوات المقابلة وفوات النكتة البيانية فلا تغفل.
* (إنآ أخلصناهم بخالصة ذكرى الدار) *.
* (إنا أخلصناهم بخالصة) * تعليل لما وصفوا به، والباء للسببية وخالصة اسم فاعل وتنوينها للتفخيم، وقوله تعالى: * (ذكرى الدار) * بيان لها بعد إبهامها للتفخيم، وجوز أن يكون خبرا عن ضميرها المقدر أي هي
(٢١٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 205 206 207 208 209 210 211 212 213 214 215 ... » »»