تفسير الآلوسي - الآلوسي - ج ٢١ - الصفحة ١١٥
* (ذلك بأن الله هو الحق) * إلى قوله سبحانه: * (وأن الله هو العلي الكبير) * (لقمان: 30) فيه إشارة إلى أنه سبحانه تمام وفوق التمام، والمراد بالأول من حصل له كل ما جاز له وإليه الإشارة بقوله تعالى: * (هو الحق) * والمراد بالثاني من حصل له ذلك وحصل لما عداه ما جاز له وإليه الإشارة بقوله تعالى: * (هو العلي الكبير) * ووراء هذين الشيئين ناقص وهو ما ليس له ما ينبغي كالصبي والمريض والأعمى ومكتف وهو من أعطى ما تندفع به حاجته في وقته كالإنسان الذي له من الآلات ما تندفع به حاجته في وقته لكنها في معرض التحلل والزوال * (إن الله عنده علم الساعة) * (لقمان: 34) الآية ذكر غير واحد حكايات عن الأولياء متضمنة لإطلاع الله تعالى إياهم على ما عدا علم الساعة من الخمس وقد علمت الكلام في ذلك، وأغرب ما رأيت ما ذكره الشعراني عن بعضهم أنه كان يبيع المطر فيمطر على أرض من يشتري منه متى شاء، ومن له عقل مستقيم لا يقبل مثل هذه الحكاية، وكم للقصاص أمثالها من رواية نسأل الله تعالى أن يحفظنا وإياكم من اعتقاد خرافات لا أصل لها وهو سبحانه ولي العصمة والتوفيق.
سورة السجدة وتسمى المضاجع أيضا كما في " الإتقان "، وفي " مجمع البيان " أنها كما تسمى سورة السجدة تسمى سجدة لقمان لئلا تلتبس بحم السجدة، وأطلق القول بمكيتها، أخرج ابن الضريس. وابن مردويه. والبيهقي في الدلائل عن ابن عباس أنها نزلت بمكة، وأخرج ابن مردويه عن عبد الله بن الزبير مثله، وجاء في رواية أخرى عن الحبر استثناء، أخرج النحاس عنه رضي الله تعالى عنه أنه قال: نزلت سورة السجدة بمكة سوى ثلاث آيات * (أفمن كان مؤمنا) * (السجدة: 18) إلى تمام الآيات الثلاث، وروي مثله عن مجاهد. والكلبي؛ واستثنى بعضهم أيضا آيتين أخريين وهما قوله تعالى: * (تتجافى جنوبهم) * (السجدة: 16) الخ، واستدل عليه ببعض الروايات في سبب النزول وستطلع على ذلك إن شاء الله تعالى واستبعد استثناؤهما لشدة ارتباطهما بما قبلهما، وهي تسع وعشرون آية في البصرى وثلاثون في الباقية، ووجه مناسبتها لما قبلها اشتمال كل على دلائل الألوهية، وفي " البحر " لما ذكر سبحانه فيما قبل دلائل التوحيد وهو الأصل الأول ثم ذكر جل وعلا المعاد وهو الأصل الثاني وختم جل شأنه به السورة ذكر تعالى في بدء هذه السورة الأصل الثالث وهو النبوة وقال الجلال السيوطي في وجه الاتصال بما قبلها: إنها شرح لمفاتح الغيب الخمسة التي ذكرت في خاتمة ما قبل، فقوله تعالى: * (ثم يعرج إليه في يوم كان مقداره ألف سنة مما تعدون) * (السجدة: 5) شرح قوله تعالى: * (إن الله عنده علم الساعة) * (لقمان: 34) ولذلك عقب بقوله سبحانه: * (عالم الغيب والشهادة) * (الأنعام: 73) وقوله تعالى: * (أولم يروا أنا نسوق الماء إلى الأرض الجرز) * (السجدة: 27) شرح قوله سبحانه: * (وينزل الغيث) * (الشورى: 28) وقوله تبارك وتعالى: * (الذي أحسن كل شيء خلقه) * (السجدة: 7) الآيات شرح قوله جل جلاله: * (ويعلم ما في الأرحام) * (لقمان: 34) وقوله عز وجل: يدبر الأمر من السماء إلى الأرض. ولو شئنا لآتينا كل نفس هداها) * شرح قوله تعالى: * (وما تدري نفس ماذا تكسب غدا) * وقوله جل وعلا: * (أئذا ضللنا في الأرض) * (السجدة: 10) إلى قوله تعالى: * (قل يتوفاكم ملك الموت الذي وكل بكم ثم إلى ربكم ترجعون) * (السجدة: 11) شرح قوله سبحانه: * (وما تدري نفس بأي أرض تموت) * (لقمان: 34) اه‍، ولا يخلو عن نظر، وجاء في فضلها أخبار كثيرة، أخرج أبو عبيد. وابن الضريس من مرسل المسيب بن رافع أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " تجىء ألم تنزيل - وفي رواية - ألم السجدة يوم القيامة لها جناحان تظل صاحبها وتقول: لا سبيل عليه لا سبيل عليه.
وأخرج الدارمي. والترمذي. وابن مردويه عن طاوس قال: ألم السجدة. وتبارك الذي بيده الملك تفضلان
(١١٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 110 111 112 113 114 115 116 117 118 119 120 ... » »»