النبي صلى الله عليه وسلم قال: " لو نتجت فرس عند خروجهم ما ركب فلوها حتى تقوم الساعة " وهذا مبالغة في القرب كالخبر الذي قبله.
* (فإذا هي شاخصة أبصار الذين كفروا) * جواب الشرط، وإذا للمفاجأة وهي تسد مسد الفاء الجزائية في الربط وليست عوضا عنها فمتى كانت الجملة الاسمية الواقعة جزاء مقترنة بها لم تحتج إلى الفاء نحو * (إذا هم يقنطون) * وإذا جىء بهما معا كما هنا يتقوى لربط، والضمير للقصة والشأن وهو مبتدأ و * (شاخصة) * خبر مقدم و * (أبصار) * مبتدأ مؤخر، والجملة خبر الضمير، ولا يجوز أن يكون * (شاخصة) * الخبر و * (أبصار) * مرفوعا به لأن خبر الضمير الشأن لا يكون إلا جملة مصرحا بجزءيها، وأجاز بعض الكوفيين كونه مفردا فيجوز ما ذكر عنده.
وعن الفراء أن * (هي) * ضمير الأبصار فهو ضمير مبهم يفسره ما في حيز خبره؛ وعود الضمير على متأخر لفظا ورتبة في مثل ذلك جائز عند ابن مالك. وغيره كما في ضمير الشأن، ومن ذلك قوله: هو الجد حتى تفضل العين أختها بل نقل عن الفراء أنه متى دل الكلام على المرجع وذكر بعده ما يفسره وإن لم يكن في حيز خبره لا يضر تقدمه، وأنشد قوله: فلا وأبيها لا تقول خليلتي * ألا فرعني مالك بن أبي كعب ونقل عنه أيضا أن * (هي) * ضمير فصل وعماد يصلح موضعه هو وأنشد قوله: بثوب ودينار وشاة ودرهم * فهل هو مرفوع بما ههنا رأس وهذا لا يتمشى إلا على أحد قولي الكسائي من إجازته تقديم الفصل مع الخبر على المبتدأ وقول من أجاز دونه قبل خبر نكرة، وذكر الثعلبي أن الكلام قد تم عند قوله تعالى: * (فإذا هي) * أي فإذا هي أي الساعة حاصله أو بارزة أو واقعة ثم ابتدىء فقيل * (شاخصة أبصار الذين كفروا) * وهو وجه متكلف متنافر التركيب، وقيل: جواب الشرط * (اقترب) * والواو سيف خطيب. ونقل ذلك في " مجمع البيان " عن الفراء.
ونقل عن الزجاج أن البصريين لا يجوزون زيادة الواو وأن الجواب عندهم قوله تعالى: * (يا ويلنا) * أي القول المقدر قبله فإنه بتقدير قالوا يا ويلنا، ومن جعل الجواب ما تقدم قدر القول ههنا أيضا وجعله حالا من الموصول يقولون أو قائلين * (يا ويلنا) * وجوز كون جملة يقولون يا ويلنا استئنافا، وشخوص الأبصار رفع أجفانها إلى فوق من دون أن تطرف وذلك للكفرة يوم القيامة من شدة الهول، وأرادوا من نداء الويل التحسر وكأنهم قالوا: يا ويلنا تعال فهذا أوان حضورك * (قد كنا) * في الدنيا * (في غفلة) * تامة * (من هذا) * الذي دهمنا من البعث والرجوع إليه عز وجل للجزاء، وقيل: من هذا اليوم ولم نعلم أنه حق * (بل كنا ظلمين) * أضراب عن وصف أنفسهم بالغفلة أي لم نكن في غفلة منه حيث نبهنا عليه بالآيات والنذر بل كنا ظالمين بترك الآيات والنذر مكذبين بها أو ظالمين لأنفسنا بتعريضها للعذاب الخالد بالتكذيب. [بم وقوله تعالى:
* (إنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم أنتم لها واردون) *.
* (إنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم) * خطاب لكفار مكة وتصريح بمآل أمرهم مع كونه معلوما مما سبق على وجه الإجمال مبالغة في الإنذار وإزاحة الأعذار، فما عبارة عن أصنامهم، والتعبير عنها بما على بابه لأنها على المشهور لما لا يعقل فلا يرد أن عيسى. وعزيرا. والملائكة عليهم الصلاة والسلام