وبهذا أقتاني أبو علي وقد سألته عنه انتهى.
وإلى كونه اسما مفردا ذهب أبو الفضل الرازي فقال: فعلى بضم الفاء من صفة الواحدة من الإناث لكنها لما جعلت من صفات الناس وهم جماعة أجريت الجماعة بمنزلة المؤنث الموحد، وعن أبي زرعة * (سكرى) * بفتح السين * (بسكرى) * بضمها، وعن ابن جبير * (سكرى) * بفتح السين من غير ألف * (بسكارى) * بالضم والألف كما في قراءة الجمهور، والخلاف في فعالى أهو جمع أو اسم جمع مشهور.
* (ومن الناس من يجادل فى الله بغير علم ويتبع كل شيطان مريد) *.
* (ومن الناس من يجادل في الله بغير علم) * نزلت كما أخرج ابن أبي حاتم عن أبي مالك رضي الله تعالى عنه في النضر بن الحرث وكان جدلا يقول الملائكة عليهم السلام بنات الله سبحانه والقرآن أساطير الأولين ولا يقدر الله تعالى شأنه على إحياء من بلى وصار ترابا، وقيل في أبي جهل، وقيل في أبي بن خلف وهي عامة في كل من تعاطى الجدل فيما يجوز وما لا يجوز على الله سبحانه من الصفات والأفعال ولا يرجع إلى علم ولا برهان ولا نصفة، وخصوص السبب لا يخرجها عن العموم، وكان ذكرها أثر بيان عظم شأن الساعة المنبئة عن البعث لبيان حال بعض المنكرين لها؛ ومحل الجار الرفع على الابتداء إما بحمله على المعنى أو بتقدير ما يتعلق به، و * (بغير علم) * في موضع الحال من ضمير * (يجادل) * لإيضاح ما تشعر به المجادلة من الجهل أي وبعض الناس أو بعض كائن من الناس من ينازع في شأن الله عز وجل ويقول ما لا خير فيه من الأباطيل ملابسا الجهل * (ويتبع) * فيما يتعاطاه من المجادلة أو في كل ما يأتي وما يذر من الأمور الباطلة التي من جملتها ذلك * (كل شيطان مريد) * متجرد للفساد معرى من الخير من قولهم: شجرة مرداء لا ورق لها، ومنه قيل: رملة مرداء إذا لم تنبت شيئا، ومنه الأمرد لتجرده عن الشعر، وقال الزجاج: أصل المريد والمارد المرتفع الأملس وفيه معنى التجرد والتعري، والمراد به إما إبليس وجنوده وإما رؤساء الكفرة الذين يدعون من دونهم إلى الكفر. وقرأ زيد بن علي رضي الله تعالى عنهما * (ويتبع) * خفيفا.
* (كتب عليه أنه من تولاه فأنه يضله ويهديه إلى عذاب السعير) *.
* (كتب عليه أنه من تولاه فإنه يضله ويهديه إلى عذاب السعير) * ضمير * (عليه) * للشيطان وكذا الضمير المنصوب في * (تولاه) * والضمير في * (فإنه) * والضميران المستتران في * (يضله ويهديه) * وضمير * (أنه) * للشأن وباقي الضمائر لمن. واختلف في إعراب الآية فقيل إن * (أنه من تولاه) * الخ نائب فاعل * (كتب) * والجملة في موضع الصفة الثانية لشيطان و * (من) * جزائية وجزاؤها محذوف و * (فإنه يضله) * الخ عطف على * (أنه) * مع ما في حيزها وما يتصل بها أي كتب على الشيطان أن الشأن من تولاه أي اتخذه وليا وتبعه يهلكه فإنه يضله عن طريق الجنة وثوابها ويهديه إلى طريق السعير وعذابها، والفاء لتفصيل الإهلاك كما في قوله تعالى: * (فتوبوا إلى بارئكم فاقتلوا أنفسكم) * (البقرة: 2) وعلى ذلك حمل الطيبي كلام الكشاف وهو وجه حسن إلا أن في كونه مراد الزمخشري خفاء، وقيل * (من) * موصولة مبتدأ وجملة * (تولاه) * صلته والضمير المستتر عائده و * (أنه يضله) * في تأويل مصدر خبر مبتدأ محذوف أو مبتدأ خبره محذوف والجملة خبر الموصول، ودخول الفاء في خبره على التشبيه بالشرط أي كتب عليه أن الشأن من تولاه فشأنه أو فحق أنه يضله الخ. ويجوز أن تكون من شرطية والفاء جوابية وما بعدها مع المقدر جواب الشرط. وقيل ضمير * (أنه) * للشيطان