- وهما من تعلم في العربية - على هذا النحو من الإعراب كاف في الغرض على أتم وجه، وأراد الزمخشري بالتعلق في كلامه التعلق المعنوي لا النحوي فلا تناقض فيه على أنه بحث لا يضر.
وقيل: * (لكم) * حال من * (ناقة) * و * (آية) * حال من الضمير فيه فهي متداخلة، ومعنى كون الناقة للمخاطبين أنها نافعة لهم ومختصة بهم وهي منافعها فلا يرد أنه لا اختصاص لذات الناقة بهم، وإنما المختص كونها آية لهم، وقيل: * (لكم) * حال من الضمير في * (آية) * لأنها بمعنى المشتق، والأظهر كون * (لكم) * بيان من هي * (آية) * له، وجوز كون * (ناقة) * بدلا أو عطف بيان من اسم الإشارة، و * (لكم) * خبره، و * (آية) * حال من الضمير المستتر فيه * (فذروها) * دعوها * (تأكل في أرض الله) * فليس عليكم مؤنتها والفعل مجزوم لوقوعه في جواب الطلب، وقرىء بالرفع على الاستئناف أو على الحال - كما في " البحر " - والمتبادر من الأكل معناه الحقيقي لكن قيل: في الآية اكتفاءا أي تأكل وتشرب، وجوز أن يكون مجازا عن التغذي مطلقا والمقام قرينة لذلك.
* (ولا تمسوها بسوء) * أي بشيء منه فضلا عن العقر والقتل، والنهي هنا على حد النهي في قوله تعالى: * (ولا تقربوا مال اليتيم) * (الأنعام: 152) الخ * (فيأخذكم) * لذلك * (عذاب قريب) * عاجل لا يستأخر عن مسكم إياها بسوء إلا يسيرا وذلك ثلاثة أيام ثم يقع عليكم، وقيل: أراد من وصفه بالقرب كونه في الدنيا، وإلى الأول ذهب غير واحد من المفسرين وكان الإخبار عن وحي من الله تعالى.
* (فعقروها فقال تمتعوا فى داركم ثلاثة أيام ذالك وعد غير مكذوب) * * (فعقروها) * أي فخالفوا ما أمروا به فعقروها، والعقر قيل: قطع عضو يؤثر في النفس.
وقال الراغب: يقال: عقرت البعير إذا نحرته، ويجىء بمعنى الجرح أيضا - كما في " القامومس " - وأسند العقر إليهم مع أن الفاعل واحد منهم وهو قدار - كهمام - في قول، ويقال له: أحمر ثمود، وبه يضرب المثل في الشؤم لرضاهم بفعله، وقد جاء أنهم اقتسموا لحمها جميعا * (فقال) * لهم صالح عليه السلام * (تمتعوا) * عيشوا.
* (في داركم) * أي بلدكم، وتسمى البلاد الديار لأنها يدار فيها أي يتصرف يقال: ديار بكر لبلادهم، وتقول العرب الذي حوالى مكة: نحن من عرب الدار يريدون من عرب البلد، وإلى هذا ذهب الزمخشري، وقال ابن عطية: هو جمع دارة كساحة وساح وسوح، ومنه قول أمية بن أبي الصلت يمدح عبد الله بن جدعان: له داع بمكة مشمعل * وآخر فوق (دارته) ينادي ويمكن أن يسمى جميع مسكن الحي دارا وتطلق الدار وتطلق الدار على الدنيا أيضا، وبذلك فسرها بعضهم هنا، وفسر الطبرسي التمتع بالتلذذ أي تلذذوا بما تريدون * (ثلاثة أيام) * ثم يأخذكم العذاب، قيل: إنهم لما عقروا الناقة صعد فصيلها الجبل ورغا ثلاث رغوات فقال صالح عليه السلام: لكل رغوة أجل يوم، وابتداء الأيام على ما في بعض الروايات الأربعاء، وروي أنه عليه السلام قال لهم: تصبح وجوهكم غدا مصفرة. وبعد غد محمرة. واليوم الثالث مسودة ثم يصبحكم العذاب فكان كما قال: * (ذلك) * إشارة إلى ما يدل عليه الأمر بالتمتع ثلاثة أيام من نزول العذاب عقيبها وما فيه من معنى البعد للتفخيم * (وعد غير مكذوب) * أي غير مكذوب فيه فحذف الجار وصار المجرور مفعولا على التوسع لأن الضمير لا يجوز نصبه على الظرفية والجار لا يعمل بعد حذفه، ويسمون هذا الحذف والإيصال، وهو كثير في كلامهم ويكون في الاسم - كمشترك - وفي الفعل كقوله: