تفسير الآلوسي - الآلوسي - ج ١٢ - الصفحة ٢٥٠
أن العطف في حكم تكرير العامل لا الإنسحاب فو عطف آخرين على رجال قيام لكان سبعة مكررة في المعطوف أي وسبعة آخرين أي رجال آخرين قعود ويفسد المعنى لأن المفروض أن الرجال سبعة وأما الآية فلو كرر فيها وقيل: وسبع أخر أي وسبع سنبلات أخر استقام لأن الخضر سبع واليابسات سبع نعم لو خرج ذلك على المرجوح وهو الإنسحاب أدى إلى أن السبع المذكورة مميزة بسنبلات خضر وسنبلات أخر يابسات وفسد إذ المراد أن كلا منهما سبعة لا أنها سبعة فالمثال والآية ليسا على وزان إذ هو على تكرير العامل يفسد وعلى الإنسحاب يصح والآية بالعكس ثم بنى على ما زعمه من أن الصحيح قول التكرير جواز العطف وادعى أن الأولى أن يكون العطف على (خضر) لا على (يابسات) ليدل على موصوف آخر وهو سنبلات ولا يقدر موصوفها بقرينة السياق ولا يخفى أن الكلام إنما هو على تقدير أن يكون مميز السبع ما علمت وعلى ذلك يلزم التدافع ولا يبنى على فرض أنهم سبعة أو أربعة عشر فيصح في الآية ولا يصح في المثال فإنه وهم ومن ذلك يظهر أنه لا مدخل للتكرير ولا الإنسحاب في هذا الفرض ثم إن المختار قول الإنسحاب على ما نص عليه الشيخ ابن الحاجب وحققه في غير موضع وأما الإستدلال بالآية على الإنسحاب لا التقدير وإلا لكان لفظ (أخر) تطويلا يصان كلام الله تعالى المعجز عنه فغير سديد على ما في الكشف لأن القائل بالتقدير يدعى الظهور في الإستقلال وكذلك القائل بالإنسحاب يدعي الظهور في المقابل على ما نص عليه أئمة العربية فلا يكون التأكيد بأخر لإرادة النصوص تطويلا بل إطنابا يكون واقعا في حاق موقعه هذا (يأيها الملأ (خطاب للأشراف ممن يظن به العلم يروى أنه جمع السحرة والكهنة والمعبرين فقال لهم: (يا أيها الملأ) أفتوني في رياي (هذه أي عبروها وبينوا حكمها وما تؤول إليه من العاقبة وقيل: هو خطاب لجلسائه وأهل مشورته والتعبير عن التعبير بالإفتاء لتشريفهم وتفخيم أمر رؤياه (إن كنتم للرؤيا تعبرون 43 (أي تعلمون عبارة جنس الرؤيا علما مستمرا وهي الإنتقال من الصورة المشاهدة في المنام إلى ما هي صورة ومثال لها من الأمور الآفاقية والأنفسية الواقعة في الخارج من العبور وهو المجاوزة تقول: عبرت النهر إذا قطعته وجاوزته ونحوه أولتها أي ذكرت ما تؤول إليه وعبرت الرؤيا بالتخفيف عبارة أقوى وأعرف عند أهل اللغة من عبرت بالتشديد تعبيرا حتى أن بعضهم أنكر التشديد ويرد عليه ما أنشده المبرد في الكامل لبعض الأعراب وهو: رأيت رؤيا ثم عبرتها وكنت للحلام عبارا والجميع بين الماضي والمستقبل للدلالة على الإستمرار كما أشير إليه واللام قيل: متعلقة بمحذوف والمقصود بذاك البيان كأنه لما قيل: (تعبرون) قيل: لأي شيء فقيل: للرؤيا فهي للبيان كما في سقيا له إلا أن تقديم البيان على المبين لا يخلو عن شيء وقيل واختاره أبو حيان إنها لتقوية الفعل المذكور لأنه ضعف بالتأخير ويقال لها: لام التقوية وتدخل في الفصيح على المعمول إذا تقدم على عامله مطلقا وعلى معمول غير الغعل إذا تأخر كزيد ضارب لعمرو وفي كونها زائدة أولا خلاف وقيل: إنه جيء بها لتضمين الفعل المتعدي معنى فعل قاصر يتعدى باللام أي إن كنتم تنتدبون لعبارتها وجوز أن يكون (للرؤيا) خبر كان كما تقول: كان
(٢٥٠)
مفاتيح البحث: الظنّ (1)، الجواز (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 245 246 247 248 249 250 251 252 253 254 255 ... » »»