الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ٥ - الصفحة ٣١٦
فانطلق يوما إلى الحمام وذلك الشيطان صخر معه فدخل الحمام وأعطى الشيطان خاتمه فألقاه في البحر فالتقمته سمكة ونزع ملك سليمان عليه السلام منه وألقى على الشيطان شبه سليمان فجاء فقعد على كرسيه وسلط على ملك سليمان كله غير نسائه فجعل يقضى بينهم أربعين يوما حتى وجد سليمان عليه السلام خاتمه في بطن السمكة فاقبل فجعل لا يستقبله جنى ولا طير الا سجد له حتى انتهى إليهم وألقينا على كرسيه جسدا قال هو الشيطان صخر ثم أناب قال ناب ثم أقبل يعنى سليمان * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه وألقينا على كرسيه جسدا قال شيطانا يقال له آصف فقال له سليمان كيف تفتنون الناس قال أرني خاتمك أخبرك فلما أعطاه إياه نبذه آصف في البحر فساح سليمان عليه السلام وذهب ملكه وقعد آصف على كرسيه ومنعه الله تعالى نساء سليمان عليه السلام فلم يقربهن ولا يقربنه وأنكرنه وأنكر الناس أمر سليمان عليه السلام وكان سليمان عليه السلام يستطعم فيقول أتعرفوني أسنا سليمان فيكذبوه حتى أعطته امرأته يوما حوتا وطيب بطنه فوجد خاتمه في بطنه فرجع إليه ملكه وفر الشيطان فدخل البحر نارا * وأخرج الطبراني في الأوسط وابن مردويه بسند ضعيف عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ولد لسليمان ولد فقال للشيطان تواريه من الموت قالوا نذهب به إلى المشرق فقال يصل إليه الموت قالوا فإلى المغرب قال يصل إليه قالوا إلى البحار قال يصل إليه الموت قال نضعه بين السماء والأرض ونزل عليه ملك الموت فقال انى أمرت بقبض نسمة طلبتها في البحار وطلبتها في تخوم الأرض فلم أصبها فبينا أنا صاعد أصبتها فقبضتها وجاء جسده حتى وقع على كرسي سليمان فهو قول الله ولقد فتنا سليمان وألقينا على كرسيه جسدا ثم أناب وقال ابن سعد رضي الله عنه أخبرنا الواقدي حدثنا معشر عن المقبري ان سليمان بن داود عليه السلام قال لأطوفن الليلة بمائة امرأة من نسائي فتأتي كل امرأة منهن بفارس يجاهد في سبيل الله ولم يستثن ولو استثنى لكان فطاف على مائة امرأة فلم تحمل امرأة الا امرأة واحدة حملت بشق انسان قال ولم يكن شئ أحب إلى سليمان من تلك الشقة قال وكان أولاده يموتون فجاء ملك الموت في صورة رجل فقال له سليمان عليه السلام ان استطعت أن تؤخر ابني هذا ثمانية أيام إذا جاءه أجله فقال لا ولكن أخبرك قبل موته بثلاثة أيام قال لمن عنده من الجن أيكم يخبأ لي ابني هذا قال أحدهم أنا أخبؤه لك في المشرق قال ممن تخبؤه قال من ملك الموت قال يبصره قال آخر أنا أخبؤه لك بين قرينين لا يريان قال سليمان عليه السلام ان كان شئ فهذا فلما جاء أجله نظر ملك الموت في الأرض فلم يره في مشرقها ولا في معربها ولا شئ من البحار ورآه بين قرينين فجاءه فاخذه فقبض روحه على كرسي سليمان فذلك قوله ولقد فتنا سليمان وهو قول الله وألقينا على كرسيه جسدا * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال بينما سليمان بن داود جالسا على شاطئ البحر وهو يعبث بخاتمه إذ سقط منه في البحر وكان ملكه في خاتمه فانطلق وخلف شيطانا في أهله فأتى عجوزا فآوى إليها فقالت له العجوز ان شئت ان تنطلق فتطلب وأكفيك عمل البيت وان شئت ان تكفيني عمل البيت وانطلق فالتمس قال فانطلق يلتمس فأتى قوما يصيدون السمك فجلس إليهم فنبذوا سمكات فانطلق بهن حتى أتى العجوز فأخذت تصلحه فشقت بطن سمكة فإذا فيها الخاتم فاخذته وقالت لسليمان عليه السلام ما هذا فاخذه سليمان عليه السلام فلبسه فأقبلت إليه الشياطين والانس والجن والطير والوحش وهرب الشيطان الذي خلف في أهله فأتى جزيرة في البحر فبعث إليه الشياطين فقالوا لا نقدر عليه انه يرد عينا في جزيرة في البحر في سبعة أيام يوما ولا نقدر عليه حتى يسكر قال فصب له في تلك العين خمرا فاقبل فشرب فسكر فاروه الخاتم فقال سمعا وطاعة فأوثقه سليمان عليه السلام ثم بعث به إلى جبل فذكروا انه جبل الدخان فالدخان الذي يرون من نفسه والماء الذي يخرج من الجبل بوله * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن الحسن وألقينا على كرسيه جسدا قال هو الشيطان دخل سليمان عليه السالم الحمام فوضع خاتمه عند امرأة من أوثق نسائه في نفسه فأتاها الشيطان فتمثل لها على صورة سليمان عليه السلام فاخذ الخاتم منها فلما خرج سليمان عليه السلام أتاها فقال لها هاتي الخاتم فقالت قد دفعته إليك قال ما فعلت فهرب سليمان عليه السلام وجلس الشيطان على ملكه وانطلق سليمان عليه السلام هاربا في الأرض يتتبع ورق الشجر خمسين ليلة فأنكر بنو
(٣١٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 311 312 313 314 315 316 317 318 319 320 321 ... » »»
الفهرست