الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ٥ - الصفحة ١٣٩
قدر قامة فلا يبلغ الأرض السفلى إلى يوم القيامة * وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه قال ذكرنا انه يخسف به كل يوم قامة وانه يتجلجل فيها لا يبلغ قعرها إلى يوم القيامة * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضي الله عنه مثله * وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه قال إن الله أمر الأرض ان تطيعه ساعة * وأخرج عبد بن حميد عن مالك بن دينار رضي الله عنه ان قارون يخسف به كل يوم قامة * وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة رضي الله عنه قال لما خسف بقارون فهو يذهب وموسى قريب منه قال يا موسى ادع ربك يرحمني فلم يجبه موسى حتى ذهب فأوحى الله إليه استغاث بك فلم تغثه وعزتي وجلالي لو قال يا رب لرحمته * وأخرج أحمد في الزهد عن عون بن عبد الله القاري عامل عمر بن عبد العزيز على ديوان فلسطين انه بلغه ان الله عز وجل أمر الأرض ان تطيع موسى عليه السالم في قارون فلما لقيه موسى قال للأرض أطيعيني فاخذته إلى الركبتين ثم قال أطيعيني فوارته في جوفها فأوحى الله إليه يا موسى ما أشد قلبك وعزتي وجلالي لو بي استغاث لأغثته قال رب غضبا لك فعلت * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله فما كان له من فئة ينصرونه من دون الله وما كان من المنتصرين قال ما كانت عنده منعة يمتنع بها من الله تعالى * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه ويكأن الله يقول أولا يعلم أن الله يبسط الرزق وفي قوله ويكأنه لا يفلح الكافرون يقول أولا يعلم أنه لا يفلح الكافرون والله أعلم * قوله تعالى (تلك الدار الآخرة) الآية * أخرج المحاملي والديلمي في مسند الفردوس عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا قال التجبر في الأرض والاخذ بغير الحق * وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مسلم البطين رضي الله عنه في قوله للذين لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا قال العلو التكبر في الأرض بغير الحق والفساد الاخذ بغير الحق * وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير رضي الله عنه في قوله لا يريدون علوا في الأرض قال بغيا * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضي الله عنه في قوله للذين لا يريدون علوا في الأرض قال تعظما وتجبرا ولا فسادا قال بالمعاصي * وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن عكرمة رضي الله عنه في قوله تلك الدار الآخرة الآية قال نجعل الدار الآخرة للذين لا يريدون علوا في الأرض قال التكبر وطلب الشرف والمنزلة عند سلاطينها وملوكها ولا فسادا قال لا يعملون بمعاصي الله ولا يأخذون المال بغير حقه والعاقبة للمتقين قال الجنة * وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن رضي الله عنه في قوله لا يريدون علوا في الأرض قال الشرف والعز عند ذوي سلطانهم * وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي معاوية الأسود في قوله لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا قال لم ينازعوا أهلها في عزها ولا يجزعوا من ذلها * وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال إن الرجل ليحب ان يكون شسع نعله أفضل من شسع نعل صاحبه فيدخل في هذه الآية تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا * وأخرج ابن مردويه وابن عساكر عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه انه كان يمشى في الأسواق وحده وهو وال يرشد الضال ويعين الضعيف ويمر بالبقال والبيع فيفتح عليه القرآن ويقرأ تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا ويقول نزلت هذه الآية في أهل العدل والتواضع في الولاة وأهل القدرة من سائر الناس * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما نحوه * وأخرج ابن مردويه عن عدى بن حاتم رضي الله عنه قال لما دخل على النبي صلى الله عليه وسلم ألقى إليه وسادة فجلس على الأرض فقال اشهد أنك لا تبغى علوا في الأرض ولا فسادا فأسلم * قوله تعالى (ان الذي فرض عليك القرآن لرادك إلى معاد) * أخرج ابن أبي حاتم عن الضحاك رضي الله عنه قال لما خرج النبي صلى الله عليه وسلم من مكة فبلغ الجحفة اشتاق إلى مكة فأنزل الله ان الذي فرض عليك القرآن لرادك إلى معاد إلى مكة * وأخرج ابن مردويه عن علي بن الحسين بن واقد رضي الله عنه قال كل القرآن مكي أو مدني غير قوله ان الذي فرض عليك القرآن لرادك إلى معاد فإنها أنزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجحفة حين خرج مهاجرا إلى المدينة فلا هي مكية ولا مدنية وكل آية نزلت على رسول
(١٣٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 134 135 136 137 138 139 140 141 142 143 144 ... » »»
الفهرست