الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ٢ - الصفحة ١٦٤
من كل أمة بشهيد قال رسولها يشهد عليها ان قد أبلغهم ما أرسله الله به إليهم وجئنا بك على هؤلاء شهيدا قال كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أتى عليها فاضت عيناه * وأخرج ابن جرير عن ابن مسعود فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم شهيدا عليهم ما دمت فيهم فإذا توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم والله تعالى أعلم * قوله تعالى (يومئذ يود الذين كفروا) الآية * أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم من طريق العوفي عن ابن عباس في قوله لو تسوى بهم الأرض يعنى ان تستوى الأرض الجبال عليهم * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة في الآية يقول ودوا لو انخرقت بهم الأرض فساخوا فيها * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج لو تسوى بهم الأرض تنشق لهم فيدخلون فيها فتستوي عليهم * قوله تعالى (ولا يكتمون الله حديثا) * أخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في الأسماء والصفات عن سعيد بن جبير قال جاء رجل إلى ابن عباس فقال أرأيت أشياء تختلف على من في القرآن فقال ابن عباس ما هو أشك في القرآن قال ليس شك ولكنه اختلاف قال هات ما اختلف عليك من ذلك قال اسمع الله يقول ثم لم تكن فتنتهم الا ان قالوا والله ربنا ما كنا مشركين وقال ولا يكتمون الله حديثا فقد كتموا وأسمعه يقول فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون ثم قال وأقبل بعضهم على بعض يتساءلون وقال أئنكم لتكفرون بالذي خلق الأرض في يومين حتى بلغ طائعين فبدأ بخلق الأرض في هذه الآية قبل خلق السماء ثم قال في الآية الأخرى أم السماء بناها ثم قال والأرض بعد ذلك دحاها فبدأ بخلق السماء في هذه الا آية قبل خلق الأرض وأسمعه يقول وكان الله عزيزا حكيما وكان الله غفورا رحيما وكان الله سميعا بصيرا فكأنه كان ثم مضى وفى لفظ ما شأنه يقول وكان الله فقال ابن عباس أما قوله ثم لم تكن فتنتهم الا ان قالوا والله ربنا ما كنا مشركين فإنهم لما رأوا يوم القيامة وان الله يغفر لأهل الاسلام ويغفر الذنوب ولا يغفر شركا ولا يتعاظمه ذنب ان يغفره جحده المشركون رجاءان يغفر لهم فقالوا والله ربنا ما كنا مشركين فختم الله على أفواههم وتكلمت أيديهم وأرجلهم بما كانوا يعملون فعند ذلك يود الذين كفروا لو تسوى بهم الأرض ولا يكتمون الله حديثا وأما قوله فلا أنساب ينهم يومئذ ولا يساءلون فهذا في النفخة الأولى ونفخ في الصور فصعق من في السماوات ومن في الأرض الامن شاء الله فلا أنساب بينهم عند ذلك ولا يتساءلون ثم نفخ فيه أخرى فإذا هم قيام ينظرون وأقبل بعضهم على بعض يتساءلون وأما قوله خلق الأرض في يومين فان الأرض خلقت قبل السماء وكانت السماء دخانا فسواهن سبع سماوات في يومين بعد خلق الأرض وأما قوله والأرض بعد ذلك دحاها يقول جعل فيها جبلا جعل فيها نهرا جعل فيها شجرا وجعل بحورا واما قوله وكان الله فان الله كان ولم يزل كذلك وهو كذلك عزيز حكيم عليم قدير ثم لم يزل كذلك فما اختلف عليك من القرآن فهو يشبه ما ذكرت لك وان الله لم ينزل شيئا الا وقد أصاب به الذي أراد ولكن أكثر الناس لا يعلمون * وأخرج ابن جرير من طريق جويبر عن الضحاك ان نافع ابن الأزرق أتى ابن عباس فقال يا ابن عباس قول الله يومئذ يود الذين كفروا وعصوا لرسول لو تسوى بهم الأرض ولا يكتمون الله حديثا وقوله والله ربنا ما كنا مشركين فقال له ابن عباس ان أحسبك قمت من عند أصحابك فقلت ألقى على ابن عباس متشابه القرآن فإذا رجعت إليهم فأخبرهم ان الله جامع الناس يوم القيامة في بقيع واحد فيقول المشركون ان الله لا يقبل من أحد شيئا الا ممن وحده فيقولون تعالوا نقل فيسألهم فيقولون والله ربنا ما كنا مشركين فيختم على أفواههم وتستنطق به جوارحهم فتشهد عليهم انهم كانوا مشركين فعند ذلك تمنوا لوان الأرض سويت بهم ولا يكتمون الله حديثا * وأخرج ابن أبي حاتم والحاكم عن حذيفة قال أتى بعبد آتاه الله مالا فقال له ماذا عملت في الدنيا ولا يكتمون الله حديثا فقال ما عملت من شئ يا رب الا انك أتيتني مالا فكنت أبايع الناس وكان من خلقي ان أنظر المعسر قال الله أنا أحق بذلك منك تجاوزوا عن عبدي فقال أبو مسعود الأنصاري هكذا سمعت من في رسول الله صلى الله عليه وسلم * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس ولا يكتمون الله حديثا قال بجوارحهم * قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى) أخرج عبد بن حميد وأبو داود والترمذي وحسنه والنسائي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم
(١٦٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 159 160 161 162 163 164 165 166 167 168 169 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة