الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ٢ - الصفحة ١٦٢
الله المنزل ثم قرأ هذه الآية ان الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا كأنهم بنيان مرصوص ورجل له جار سوء يؤذيه فصبر على أذاه حتى يكفيه الله إياه اما بحياة واما بموت ورجل سافر مع قوم فأدلجوا حتى إذا كانوا من آخر الليل وقع عليهم الكرى فضربوا رؤسهم ثم قام فتطهر رهبة لله ورغبة فيما عنده قلت فمن الثلاثة الذين يبغضهم الله قال المختال الفخور وأنتم تجدونه في كتاب الله المنزل ثم تلا ان الله لا يحب من كان مختالا فخورا قلت ومن قال البخيل المنان قلت ومن قال البائع الحلاف * وأخرج ابن جرير عن أبي رجاء الهروي قال لا تجد سئ الملكة الا وجدته مختالا فخورا وتلا وما ملكت أيمانكم ان الله لا يحب من كان مختالا فخورا ولا عاقا الا وجدته جبارا شقيا وتلا وبرا بوالدتي ولم يجعلني جبارا شقيا * وأخرج ابن أبي حاتم عن العوام بن حوشب مثله * وأخرج أحمد وأبو داود والنسائي والبغوي والباوردي والطبراني وابن أبي حاتم عن رجل من بلجبيم قال قلت يا رسول الله أوصني قال إياك واسبال الإزار فان اسبال الإزار من المخيلة وان الله لا يحب المخيلة * وأخرج البغوي وابن قانع في معجم الصحابة والطبراني وابن مردويه عن ثابت بن قيس بن شماس قال كنت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقرأ هذه الآية ان الله لا يحب من كان مختالا فخورا فذكر الكبر فعظمه فبكى ثابت فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يبكيك فقال يا رسول الله انى لأحب الجمال حتى أنه ليعجبني ان يحسن شراك نعلي قال فأنت من أهل الجنة انه ليس بالكبر أن تحسن راحلتك ورحلك ولكن الكبر من سفه الحق وغمص الناس * وأخرج أحمد عن سمرة ابن فاتك ان النبي صلى الله عليه وسلم قال نعم الفتى سمرة لو أخذ من لمته وشمر من مئزره * قوله تعالى (الذين يبخلون ويأمرون الناس بالبخل) * أخرج ابن إسحاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس قال كان كردم بن يزيد حليف كعب بن الأشرف وأسامة بن حبيب ونافع بن أبي نافع وبحري بن عمرو وحيى بن أخطب ورفاعة بن زيد بن التابوت يأتون رجلا من الأنصار ينتصحون لهم فيقولون لهم لا تنفقوا أموالكم فانا نخشى عليكم الفقر في ذهابها ولا تسارعوا في النفقة فإنكم لا تدرون ما يكون فأنزل الله فيهم الذين يبخلون ويأمرون الناس بالبخل إلى قوله وكان الله بهم عليما * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس الذين يبخلون قال هي في أهل الكتاب يقول يكتمون ويأمرون الناس بالكتمان * واخرج ابن جرير عن حضرمي في الآية قال هم اليهود بخلوا بما عندهم من العلم وكتموا ذلك * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله الذين يبخلون الآية قال نزلت في يهود * وأخرج ابن جرير عن سعيد بن جبير في قوله الذين يبخلون الآية قال هؤلاء يهود يبخلون بما آتاهم الله من الرزق ويكتمون ما آتاهم الله من الكتب إذا سئلوا عن الشئ * وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد ابن جبير قال كان علماء بني إسرائيل يبخلون بما عندهم من العلم وينهون العلماء ان يعلموا الناس شيئا فعيرهم الله بذلك فأنزل الله الذين يبخلون الآية * وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير الذين يبخلون ويأمرون الناس بالبخل قال هذا في العلم ليس للدنيا منه شئ * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة في الآية قال هم أعداء الله أهل الكتاب بخلوا بحق الله عليهم وكتموا الاسلام ومحمدا وهم يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والإنجيل * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن طاوس قال البخل ان يبخل الانسان بما في يديه والشح ان يشح على ما في أيدي الناس يحب ان يكون له ما في أيدي الناس بالحل والحرام لا يقنع * وأخرج سعيد بن منصور عن عمر وبن عبيد انه قرأ ويأمرون الناس بالبخل * وأخرج عبد بن حميد عن يحيى بن يعمر انه قرأها ويأمرون الناس بالبخل بنصب الباء والخاء * وأخرج عبد بن حميد عن عمرو بن دينار ان ابن الزبير كان يقرؤها ويأمرون الناس بالبخل بنصب الباء والخاء وأخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله والذين ينفقون أموالهم رئاء الناس قال نزلت في اليهود * قوله تعالى (ان الله لا يظلم مثقال ذرة) * أخرج عبد بن حميد وابن جرير عن ابن عباس في قوله ان الله لا يظلم مثقال ذرة قال رأس نملة حمراء * وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس في قوله مثقال ذرة قال نملة * وأخرج ابن أبي داود في المصاحف من طريق عطاء عن عبد الله أنه قرأ ان الله لا يظلم مثقال نملة * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن السدى في قوله ان الله لا يظلم مثقال ذرة قال وزن ذرة * وأخرج سعيد بن منصور وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني عن ابن عمر قال نزلت هذه الآية في الاعراب من جاء بالحسنة فله عشر
(١٦٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 157 158 159 160 161 162 163 164 165 166 167 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة