الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ٢ - الصفحة ١٦١
عبد الرزاق عن أبي هريرة قال أشد الناس على الرجل يوم القيامة مملوكه * وأخرج عبد الرزاق والترمذي وصححه عن أبي مسعود الأنصاري قال بينا أنا ضرب غلاما لي إذ سمعت صوتا من ورائي فالتفت فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال والله لله أقدر عليك منك على هذا فحلفت ان لا أضرب مملوكا لي أبدا * وأخرج عبد الرزاق عن الحسن قال بينا رجل يضرب غلاما له وهو يقول أعوذ بالله وهو يضرب إذ بصر برسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أعوذ برسول الله فألقى ما كان في يده وخلى عن العبد فقال النبي صلى الله عليه وسلم أما والله لله أحق ان يعاذ من استعاذ به منى فقال الرجل يا رسول الله فهو لوجه الله قال والذي نفسي بيده لو لم تفعل لدافع وجهك سفع النار * وأخرج عبد الرزاق عن ابن التيمي قال حلفت أن اضرب مملوكة لي فقال لي أبى انه قد بلغني ان النفس تدور في البدن فربما كان قرارها الرأس وربما كان قرارها في موضع كذا وكذا حتى عدد مواضع فتقع الضربة عليها فتتلف فلا تفعل * وأخرج أحمد في الزهد عن أبي المتوكل الناجي ان أبا الدرداء كانت لهم وليدة فلطمها ابنه يوما لطمة فأقعده لها وقال اقتصي فقالت قد عفوت فقال إن كنت قد عفوت فاذهبي فادعى من هناك من حرام فأشهديهم انك قد عفوت فذهبت فدعتهم فأشهدتهم انها قد عفت فقال اذهبي فأنت لله وليت آل أبي الدرداء ينقلبون كفافا * وأخرج أحمد عن أبي قلابة قال دخلنا على سلمان وهو يعجن قلنا ما هذا قال بعثنا الخادم في عمل فكرهنا ان نجمع عليها عملين * قوله تعالى (ان الله لا يحب من كان مختالا فخورا) * أخرج ابن جرير عن مجاهد في قوله ان الله لا يحب من كان مختالا قال متكبرا فخورا قال يعد ما أعطى وهو لا يشكر الله * وأخرج أبو يعلى والضياء المقدسي في المختارة عن أبي سعيد الخدري قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إذا جمع الله الناس في صعيد واحد يوم القيامة أقبلت النار يركب بعضها بعضا وخزنتها يكفونها وهي تقول وعزة ربى لتخلن بيني وبين أزواجي أولا غشين الناس عنقا واحدا فيقولون ومن أزواجك فتقول كل متكبر جبار فتخرج لسانها فتلقطهم به من بين ظهراني الناس فتقذفهم في جوفها ثم تستأخر ثم تقبل يركب بعضها بعضا وخزنتها يكفونها وهي تقول وعزة ربى لتخلن بيني وبين أزواجي أولا غشين الناس عنقا واحدا فيقولون ومن أزواجك فتقول كل ختار كفور فتلقطهم بلسانها وتقذفهم في جوفها ثم تستأخر ثم تقبل يركب بعضها بعضا وخزنتها يكفونها وهي تقول وعزة ربى لتخلن بين وبين أزواجي أو لا أغشين الناس عنقا واحدا فيقولون ومن أزواجك فتقول كل مختال فخور فتلقطهم بلسانها من بين ظهراني الناس فتقذفهم في جوفها ثم تستأخر ويقضى الله بين العباد * وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد وأبو داود والنسائي والبيهقي في شعب الايمان عن جابر بن عتيك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان من الغيرة ما يحب الله ومنها ما يبغض الله وان من الخيلاء ما يحب الله ومنها ما يبغض الله فاما الغيرة التي يحب الله فالغيرة في الريبة وأما الغيرة التي ببغض الله فالغيرة في غير ريبة وأما الخيلاء التي يحبها الله فاختيال الرجل بنفسه عند القتال واختياله عند الصدقة والخيلاء التي يبغض الله فاختيال الرجل بنفسه في الفخر والبغي * وأخرج أحمد والحاكم وصححه عن جابر بن سليم الهجيمي قال أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض طرق المدينة قلت عليك السلام يا رسول الله فقال عليك السلام تحية الميت سلام عليكم سلام عليكم سلام عليكم أي هكذا فقل قال فسألته عن الإزار فاقنع ظهره وأخذ بمعظم ساقه فقال ههنا ائتزر فان أبيت فههنا أسفل من ذلك فان أبيت فههنا فوق الكعبين فان أبيت فان الله لا يحب كل مختال فخور فسألته عن المعروف فقال لا تحقرن من المعروف شيئا ولو أن تعطى صلة الحبل ولو أن تعطى شسع النعل ولو أن تفرغ من دلوك في اناء المستقى ولو أن تنحى الشئ من طريق الناس يؤذيهم ولو أن تلقى أخاك ووجهك إليه منطلق ولو أن تلقى أخاك فتسلم عليه ولو أن تؤنس الوحشان في الأرض وان سبك رجل بشئ يعلمه فيك وأنت تعلم فيه نحوه فلا تسبه فيكون أجره لك ووزره عليه وما سر أذنك ان تسمعه فاعمل به وما ساء أذنك ان تسمعه فاجتنبه * وأخرج أحمد وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم وصححه والبيهقي في الشعب عن مطرف بن عبد الله قال قلت لأبي ذر بلغني انك تزعم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حدثكم ان الله يحب ثلاثة ويبغض ثلاثة قال أجل قلت من الثلاثة الذين يحبهم الله قال رجل غزا في سبيل الله صابرا محتسبا مجاهدا فلقى العدو فقاتل حتى قتل وأنتم تجدونه عندكم في كتاب
(١٦١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 156 157 158 159 160 161 162 163 164 165 166 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة