الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ٢ - الصفحة ١٥٧
الظالم بظلمه وأما الفرقة فليست بأيديهما * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة نحوه وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم من طريق العوفي عن ابن عباس واللاتي تخافون نشوزهن قال هي المرأة التي تنشز على زوجها فلزوجها أن يخلعها حين يأمر الحكمان بذلك وهو بعدما تقول لزوجها والله لا أبر لك قسما ولا أدبر في بيتك بغير أمرك ويقول السلطان لا نجيز لك خلعا حتى تقول المرأة لزوجها والله لا أغتسل لك من جنابة ولا أقيم لله صلاة فعند ذلك يجيز السلطان خلع المرأة * وأخرج ابن جرير عن محمد بن كعب القرظي قال كان علي بن أبي طالب يبعث الحكمين حكما من أهله وحكما من أهلها فيقول الحكم من أهلها يا فلان ما تنقم من زوجتك فيقول أنقم منها كذا وكذا فيقول أرأيت ان نزعت عما تكره إلى ما تحب هل أنت متقي الله فيها ومعشرها بالذي يحق عليك في نفقتها وكسوتها فإذا قال نعم قال الحكم من أهله يا فلانة ما تنقمين من زوجك فتقول مثل ذلك فان قالت نعم جمع بينهما قال وقال على الحكمان بهما يجمع الله وبهما يفرق * وأخرج البيهقي عن علي قال إذا حكم أحد الحكمين ولم يحكم الاخر فليس حكمه بشئ حتى يجتمعا * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس ان يريد الصلاحا يوفق الله بينهما قال هما الحكمان * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد ان يريدا اصلاحا قال أما انه ليس بالرجل والمرأة ولكنه الحكمان يوفق الله بينهما قال بين الحكمين * وأخرج ابن جرير عن الضحاك ان يريدا اصلاحا قال هما الحكمان إذا نصحا المرأة والرجل جميعا * وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي العالية في قوله ان الله كان عليما خبيرا قال بمكانهما * وأخرج البيهقي عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم ان امرأة أتته فقالت ماحق الزوج على امرأته فقال لا تمنعه نفسها وان كانت على ظهر قتب ولا تعطى من بيته شيئا لا باذنه فان فعلت ذلك كان له الاجر وعليها الوزر ولا تصوم يوما تطوعا الا باذنه فان فعلت أثمت ولم تؤجر ولا تخرج من بيته الا باذنه فان فعلت لعنتها الملائكة ملائكة الغضب وملائكة الرحمة حتى تتوب أو ترجع قيل فان كان ظالما قال وان كان ظالما * وأخرج الطبراني ولحاكم وأبو نعيم في الحلية والبيهقي في سننه عن عبد الله بن عباس قال لما اعتزلت الحرورية فكانوا في واد على حدتهم قلت لعلى يا أمير المؤمنين أبرد عن الصلاة لعلى آتي هؤلاء القوم فأكلمهم فأتيتهم ولبست أحسن ما يكون من الحلل فقالوا مر حبابك يا ابن عباس فما هذه الحلية قال ما تعيبون على لقد رأيت على رسول الله صلى الله عليه وسلم أحسن الحلل ونزل قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق قالوا فما جاء بك قلت أخبروني ما تنقمون على ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم وختنه وأول من آمن به وأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم معه قالوا نقم عليه ثلاثا قلت ما هن قالوا أولهن انه حكم لرجل في دين الله وقد قال الله تعالى ان الحكم إلا لله قلت وما ذا قالوا وقاتل ولم يسب ولم يغنم لئن كانوا كفارا لقد حلت له أموالهم ولئن كانوا مؤمنين لقد حرمت عليه دماؤهم قلت وما ذا قالوا ومحا اسمه من أمير المؤمنين فان لم بكن أمير المؤمنين فهو أمير الكافرين قلت أرأيتم ان قرأت عليكم من كتاب الله المحكم وحدثتكم من سنة نبيه صلى الله عليه وسلم مالا تشكون أترجعون قالوا نعم قلت اما قولكم انه حكم الرجال في دين الله فان الله تعالى يقول يا أيها الذين آمنوا لا تقتلوا الصيد وأنتم حرم إلى قوله يحكم به ذوا عدل منكم وقال في المرأة وزوجها وان خفتم شقاق بينهما فابعثوا حكما من أهله وحكما من أهلها أنشدكم الله أفحكم الرجال في حقن دمائهم وأنفسهم وصلاح ذات بينهم أحق أم في أرنب فيها ربع درهم قالوا اللهم في حقن دمائهم وصلاح ذات بينهم قال أخرجت من هذه قالوا اللهم نعم واما قولكم انه قاتل ولم يسب ولم يغنم أتسبون أمكم أم تستحلون منها ما تستحلون من غيرها فقد كفرتم وان زعمتم أنها ليست بأمكم فقد كفرتم وخرجتم من الاسلام ان الله تعالى يقول النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم وأنتم تترددون بين ضلالتين فاختاروا أيتهما شئتم أخرجت من هذه قالوا اللهم نعم وأما قولكم محا اسمه من أمير المؤمنين فان رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا قريشا يوم الحديبية على أن يكتب بينه وبينهم كتابا فقال اكتب هذا ما قاضى عليه محمد رسول الله فقالوا والله لو كنا نعلم أنك رسول الله ما صددناك عن البيت ولا قاتلناك ولكن اكتب محمد بن عبد الله فقال والله انى لرسول الله وان كذبتموني اكتب يا علي محمد بن عبد الله
(١٥٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 152 153 154 155 156 157 158 159 160 161 162 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة