الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ٢ - الصفحة ١٣
للكعبة قوله تعالى (وما اختلف) الآية * أخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير في قوله وما اختلف الذين أوتوا الكتاب قال بنو إسرائيل * وأخرج ابن جرير عن أبي العالية في قوله الامن بعدما جاء هم العلم بغيا بينهم يقول بغيا على الدنيا وطلب ملكها وسلطانها فقتل بعضهم بعضا على الدنيا من بعدما كانوا علماء الناس * وأخرج ابن جرير عن الربيع قال إن موسى عليه السلام لما حضره الموت دعا سبعين حبرا من أحبار بني إسرائيل فاستودعهم التوراة وجعلهم أمناء عليه كل حبر جزأ منه واستخلف موسى عليه السلام يوشع ابن نون فلما مضى القرن الأول ومضى الثاني ومضى الثالث وقعت بينهم وهم الذين أوتوا العلم من أبناء أولئك السبعين حتى أهراقوا بينهم الدماء ووقع الشر والاختلاف وكان ذلك كله من قبل الذين أوتوا العلم بغيا بينهم على الدنيا طلبا لسلطانها وملكها وخزائنها وزخرفها فسلط الله عليهم جباير تهم * وأخرج ابن جرير عن محمد بن جعفر بن الزبير وما اختلف الذين أوتوا الكتاب يعنى النصارى الا من بعد ما جاء هم العلم الذي جاءك أبي ان الله الواحد الذي ليس له شريك * وأخرج ابن جرير عن مجاهد في قوله فان الله سريع الحساب قال احصاؤه عليهم * وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن في قوله فان حاجوك قال إن حاجك اليهود والنصارى * واخرج ابن المنذر عن ابن جريج فان حاجوك قال اليهود والنصارى فقالوا ان الدين اليهودية والنصرانية فقل يا محمد أسلمت وجهي لله * وأخرج ابن جرير عن محمد بن جعفر بن الزبير فان حاجوك أي بما يأتون به من الباطل من قولهم خلقنا وفعلنا وجعلنا وأمرنا فإنما هي شبهة باطل قد عرفوا ما فيها من الحق فقل أسلمت وجهي لله * وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن في قوله ومن اتبعن قال ليقل من اتبعك مثل ذلك * وأخرج الحاكم وصححه عن بهز بن حكيم عن أبيه عن جده قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت يا نبي الله انى أسألك بوجه الله بم بعثك ربنا قال بالاسلام قلت وما آيته قال أن تقول أسلمت وجهي لله وتخليت وتقيم الصلاء وتؤتي الزكاة كل مسلم على مسلم محرم اخوان نصيران لا يقبل الله من مسلم أشرك بعد ما أسلم عملا حتى يفارق المشركين إلى المسلمين مالي آخذ بحجزكم عن النار ألا ان ربى داعني الا وانه سائلي هل بلغت عبادي وأني قائل رب قد أبلغتهم فليبلغ شاهدكم غائبكم ثم انه تدعون مقدمة أفواهكم بالفدام ثم أول ما يبين عن أحدكم لفخذه وكفه قلت يا رسول الله هذا ديننا قال هذا دينكم وأين ما تحسن يكفك * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس وقل للذين أوتوا الكتاب قال اليهود والنصارى والأميين قال هم الذين لا يكتبون * وأخرج ابن أبي حاتم عن الربيع فان أسلموا فقد اهتدوا قال من تكلم بهذا صدقا من قلبه يعنى الايمان فقد اهتدى وان تولوا يعنى عن الايمان * قوله تعالى (ان الذين يكفرون) الآية * أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن أبي عبيدة بن الجراح قال قلت يا رسول الله أي الناس أشد عذابا يوم القيامة قال رجل قتل نبيا أو رجل أمر بالمنكر ونهى عن المعروف ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين يقتلون النبيين بغير حق ويقتلون الذين يأمرون بالقسط من الناس إلى قوله ومالهم من ناصرين ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا أبا عبيدة قتلت بنو إسرائيل ثلاثة وأربعين نبيا أول النهار في ساعة واحد فقام مائة رجل وسبعون رجلا من عباد بني إسرائيل فأمروا من قتلهم بالمعروف ونهوهم عن المنكر فقتلوا جميعا من آخر النهار من ذلك اليوم فهم الذين ذكر الله * وأخرج ابن أبي الدنيا فيمن عاش بعد الموت وابن جرير وابن المنذر والحاكم وصححه عن ابن عباس قال بعث عيسى يحيى في اثنى عشر رجلا من الحواريين يعلمون الناس فكان ينهى عن نكاح بنت الأخ وكان ملك له بنت أخ تعجبه فأرادها وجعل يقضى لها كل يوم حاجة فقالت لها أمها إذا سألك عن حاجتك فقولي حاجتي أن تقتل يحيى ين زكريا فقال الملك حاجتك قالت حاجتي أن تقتل يحيى بن زكريا فقال سلي غير هذا قالت لا أسألك غير هذا فلما أبت أمر به فذبح في طست فبدرت قطرة من دمه فلم تزل تغلي حتى بعث الله بختنصر فدلت عجوز عليه فألقى في نفسه ان لا يزال يقتل حتى يسكن هذا الدم فقتل في يوم واحد من ضرب واحد وسن واحد سبعين ألفا فسكن * وأخرج عبد بن حميد وابن حرير وابن المنذر عن معقل ابن أبي مسكين في الآية قال كان الوحي يأتي بني إسرائيل فيذكرون قومهم ولم يكن يأتيهم كتاب فيقتلون فيقوم رجال ممن اتبعهم وصدقهم فيذكرون قومهم فيقتلون فهم الذين يأمرون بالقسط من الناس * وأخرج ابن
(١٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة