الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ٢ - الصفحة ٨
تبايعوه وان مرض فلا تعودوه ان مات فلا تشهدوه * وأخرج الهروي في ذم الكلام عن الأمم الشافعي رضي الله عنه قال حكمي في أهل الكلام حكم عمر في صبيغ أن يضربوا بالجريد ويحملوا على الإبل ويطاف بهم في العشائر والقبائل وينادى عليهم هذا جزء من ترك الكتاب والسنة وأقبل على علم الكتاب * وأخرج الدارمي عن عمر بن الخطاب قال إنه سيأتيكم ناس يجادلونكم بشبهات القرآن فخذوهم بالسنن فان أصحاب السنن أعلم بكتاب الله * وأخرج نصر المقدسي في الحجة عن ابن عمر وان رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج على أصحابه وهم يتنازعون في القرآن هذا ينزع بآية وهذا ينزع بآية فكأنما فقئ في وجهه حب الرمان فقال ألهذا خلقتم أو لهذا أمرتم أن تضربوا كتاب الله بعضا ببعض انظروا ما أمرتم به فاتبعوه ما نهيتم عنه فانتهوا * وأخرج أبو داود والحاكم عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الجدال في القرآن كفر * وأخرج نصر المقدسي في الحجة عن ابن عمر ورضى الله عنهما قال خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن وراء حجرته قوم يتجادلون في القرآن فخرج محمرة وجنتاه كأنما يقطران دما فقال يا قوم لا تجادلوا بالقرآن فإنما ضل من كان قبلكم بجدالهم ان القرآن لم ينزل ليكذب بعضه بعضا ولكن نزل ليصدق بعضه بعضا فما كان من محكمة فاعملوا به وما كان من متشابهه فآمنوا به * وأخرج نصر في الحجة عن أبي هريرة قال كنا عند عمر بن الخطاب إذ جاء رجل يسأله عن القرآن أمخلوق هو أو غير مخلوق فقام عمر فاخذ بمجامع ثوبه حتى قاده إلى علي بن أبي طالب فقال يا أبا الحسن أما تسمع ما يقول هذا قال وما يقول قال جاءني يسألني عن القرآن أمخلوق هو أو غير مخلق فقال على هذه كلمة وسيكون لها ثمرة لو وليت من الامر ما وليت ضربت عنقه * وأخرخ عبد بن حميد عن قتادة في قوله فاما الذين في قلوبهم زيغ الآية قال طلب القوم التأويل فأخطؤا التأويل وأصابوا الفتنة واتبعوا ما تشابه منه فهلكوا بين ذلك * وأخرج ابن الأنباري في كتاب الأضداد عن مجاهد قال الراسخون في العلم يعلمون تأويله ويقولون آمنا به * قوله تعالى (ربنا لا تزغ قلوبنا) الآية * أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن أم سلمة ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك ثم قرأ ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا الآية * وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد والترمذي وابن جرير والطبراني وابن مردويه عن أم سلمة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يكثر في دعائه ان يقول اللهم مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك قلت يا رسول الله وان القلوب لتتقلب قال نعم ما من خلق الله من بشر من بني آدم الا وقلبه بين إصبعين من أصابع الله فان شاء الله أقامه وان شاء أزاغه فنسأل الله ربنا ان لا يزيغ قلوبنا بعد إذ هدانا ونسأله ان يهيب لنا من لدنه رحمة أنه هو الوهاب قلت يا رسول الله ألا تعلمني دعوة أدعو بها لنفسي قال بلى قولي اللهم رب النبي محمد اغفر لي ذنبي واذهب غيظ قلبي وأجرني من مضلات الفتن ما أحييتني وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد وابن مردويه عن عائشة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم كثير ما يدعوا يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك قلت يا رسول الله ما أكثر ما تدعو بهذا الدعاء فقال ليس من قلب الا وهو بين إصبعين من أصابع الرحمن إذا شاء ان يقيمه أقامه وإذا شاء ان يزيغه أزاغه أما تسمعين قوله تعالى ربنا الا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة انك أنت الوهاب ولفظ ابن أبي شيبة إذا شاء ان يقلبه إلى هدى قلبه وإذا شاء أن يقلبه إلى ضلال قلبه * وأخرج ابن أبي شيبة في المصنف وأحمد والبخاري في الأدب المفرد والترمذي وحسنه وابن جرير عن أنس قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يكثر ان يقول يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك قالوا يا رسول الله آمنا بك وبما جئت به فهل تخاف علينا قال نعم قال أن القلوب بين إصبعين من أصابع الله يقلبها * وأخرج البخاري في تاريخه وابن جرير والطبراني عن سبرة بن فاتك قال قال النبي صلى الله عليه وسلم قلب ابن آدم بين إصبعين من أصابع الرب فإذا شاء أقامه وإذا شاء أزاغه * وأخرخ ابن أبي الدنيا في الاخلاص والحاكم وصححه والبيهقي في شعب الايمان عن أبي عبيدة بن الجراح ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن قلب ابن آدم مثل العصفور يتقلب في اليوم سبع مرات * وأخرج ابن أبي الدنيا في الاخلاص عن بي موسى قال انما سمى القلب قلبا لتقلبه وانما مثل القلب مثل ريشة بفلاة من الأرض * وأخرج أحمد وابن ماجة عن أبي موسى الأشعري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن هذا القلب كريشة بفلاة من الأرض تقيمها الريح
(٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة