الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ٢ - الصفحة ١٦
الحي من الميت عن عبد الله بن عبد الله ان خالدة ابنة الأسود بن عبد يغوث دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال من هذه قبل خالدة بنت الأسود قال سبحان الله الذي يخرج الحي من الميت وكانت امرأة صالحة وكان أبوها كافرا * وأخرج ابن مسعود من طريق أبى سلمة بن عبد الرحمن عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله * وأخرج ابن منذر عن ابن عباس انه كان يقرأ يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي خفيفة * وأخرج عبد بن حميد عن يحيى بن وثاب انه قرأ يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي وقرأ إلى بلد ميتة مثقلات كلهن * واخرج ابن جرير وبن أبى حاتم عن الربيع في قوله وترزق من تشاء بغير حساب قال لا يخرجه بحساب يخاف ان ينقص ما عنده ان الله لا ينقص ما عنده * وأخرج ابن أبي حاتم عن ميمون بن مهران بغير حساب قال غدقا * وأخرج ابن جرير عن محمد بن جعفر بن الزبير تولج الليل في النهار وتولج النهار في الليل وتخرج الحي من الميت وتخرج الميت من الحي أي بتلك القدرة التي تؤتى الملك بها من تشاء وتنزعها ممن تشاء وترزق من تشاء بغير حساب لا يقدر على ذلك غيرك ولا يضعه الا أنت أي وان كنت سلطت عيسى عليه السلام على الأشياء التي بها يزعمون أنه إله من أحيا الموتى وابراء الأسقام وخلق الطير من الطين والخبر عن الغيوب لا يجعله به آية للناس وتصديقا له في نبوته التي بعثته بها إلى قومه فان من سلطاني وقدرتي ما لم أعطه تمليك الملوك بأمر النبوة وضعها حيث شئت وايلاج الليل في النهار وايلاج النهار في الليل واخرج الحي من الميت واخراج الميت من الحي ورزق من شئت من بر وفاجر بغير حساب وكل ذلك لم أسلط عيسى عليه ولم أملكه إياه أفلم يكن لهم في ذلك عبرة وبينة ان لو كان إلها كان ذلك كله إليه وهو في علمهم يهرب من الملوك وينتقل منهم في البلاد من بلد إلى بلد * قوله تعالى (لا يتخذ المؤمنون) الآية * أخرج ابن إسحاق وابن جرير وابن أبي حاتم عن عباس قال كان الحجاج بن عمر وحليف كعب بن الأشرف وبن أبى الحقيق وقيس ابن زيد قد بطنوا بنفر من الأنصار ليفتنوهم عن دينهم فقال رفاعة بن المنذر وعبد الله بن جبير وسعد بن خيثمة لأولئك النفر اجتنبوا هؤلاء النفر من يهود واحذروا مباطنتهم لا يفتنوكم عن دينكم فأبى أولئك النفر فأنزل الله فيهم لا يتخذ المؤمنون الكافرين إلى قوله والله على كل شئ قدير * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم من طريق على عن ابن عباس قال نهى الله المؤمنين أن يلاطفوا الكفار ويتخذوهم وليجة من دون المؤمنين الا أن يكون الكفار عليهم ظاهرين أولياء فيظهرون لهم اللطف ويخالفونهم في الدين وذلك قوله الا أن تتقوا منهم تقاة * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن السدى ومن يفعل ذلك فليس من الله في شئ فقد برئ الله منه * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم من طريق العوفي عن ابن عباس في قوله الا أن تتقوا منهم تقاة فالتقية باللسان من حمل على أمر يتكلم به وهو معصية لله فيتكلم به مخافة الناس وقلبه مطمئن بالايمان فان ذلك لا يضره انما التقية باللسان * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن جرير وابن المنذر والحاكم وصححه والبيهقي في سننه من طريق عطاء عن ابن عباس الا تتقوا منهم تقاة قال التقاة التكلم باللسان والقلب مطمئن بالايمان ولا يبسط يده فيقتل ولا إلى اثم فإنه لا عذر له * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وأبى حاتم عن مجاهد الا أن تتقوا منهم تقاة قال الا مصانعة في الدنيا ومخالقة * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن أبي العالية في الآية قال التقية باللسان وليس بالعمل * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة الا أن تتقوا منهم تقاة قال الا أن يكون بينك وبينه قرابه فتصله لذلك * وأخرج عبد بن حميد عن الحسن قال التقية جائزة إلى يوم القيامة * وأخرج عبد عن أبي رجاء انه كان يقرأ الا أن تتقوا منهم تقية * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة انه كان يقرؤها تتقوا منهم تقية بالياء * وأخرج عبد بن حميد من طريق أبى بكر بن عياش عن عاصم الا أن تتقوا منهم تقاة بالألف ورفع التاء * قوله تعالى (قل ان تخفوا) الآية * أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن السدى قال أخبرهم انه يعلم ما أسروا من ذلك وما أعلنوا فقال إن تخفوا ما في صدوركم أو تبدوه يعلمه الله * وأخرج عن عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن قتادة يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضرا يقول موفرا * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن الحسن في قوله وما عملت من سوء تود أن بينها وبينه أمدا بعيدا قال يسر أحدهم أن
(١٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة