الإتقان في علوم القرآن - السيوطي - ج ٢ - الصفحة ٣٧
يكون الجمال بها دون الأول إذ هي فيه خماص ونظيره قوله * (والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا) * قدم نفي الإسراف لأن الشرف في الإنفاق 3939 وقوله * (يريكم البرق خوفا وطمعا) * لأن الصواعق تقع مع أول برقة ولا يحصل المطر إلا بعد توالي البرقات 3940 وقوله * (وجعلناها وابنها آية للعالمين) * قدمها على الابن لما كان السياق في ذكرها في قوله * (والتي أحصنت فرجها) * ولذلك قدم الابن في قوله * (وجعلنا ابن مريم وأمه آية) * وحسنه تقدم موسى في الآية قبله 3941 ومنه قوله * (وكلا آتينا حكما وعلما) * قدم الحكم وإن كان العلم سابقا عليه لأن السياق فيه لقوله في أول الآية * (إذ يحكمان في الحرث) * 3942 وإما مناسبة لفظ هو من التقدم أو التأخر كقوله * (الأول والآخر) * * (ولقد علمنا المستقدمين منكم ولقد علمنا المستأخرين) * * (لمن شاء منكم أن يتقدم أو يتأخر) * * (بما قدم وأخر) * * (ثلة من الأولين وثلة من الآخرين) * * (لله الأمر من قبل ومن بعد) * * (له الحمد في الأولى والآخرة) * وأما قوله * (فلله الآخرة والأولى) * فلمراعاة الفاصلة وكذا قوله * (جمعناكم والأولين) * 3943 الخامس الحث عليه والحض على القيام به حذرا من التهاون به كتقديم الوصية على الدين في قوله * (من بعد وصية يوصي بها أو دين) * مع أن الدين مقدم عليها شرعا 3944 السادس السبق وهو إما في الزمان باعتبار الإيجاد بتقديم الليل على النهار والظلمات على النور وآدم على نوح ونوح على إبراهيم وإبراهيم على موسى وهو على عيسى وداود على سليمان والملائكة على البشر في قوله * (الله) *
(٣٧)
مفاتيح البحث: الإسراف (1)، الوصية (2)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 ... » »»