الإتقان في علوم القرآن - السيوطي - ج ٢ - الصفحة ٣٤
قال هذه الآية مقدمة ومؤخرة إنما هي (أذاعوا به إلا قليلا منهم ولولا فضل الله عليكم ورحمته لم ينج قليل ولا كثير) 3922 وأخرج عن ابن عباس في قوله تعالى * (فقالوا أرنا الله جهرة) * قال إنهم إذا رأوا الله فقد رأوه إنما قالوا (جهرة أرنا الله) قال هو مقدم ومؤخر قال ابن جرير يعني أن سؤالهم كان جهرة 3923 ومن ذلك قوله * (وإذ قتلتم نفسا فادارأتم فيها) * قال البغوي هذه أول القصة وإن كان مؤخرا في التلاوة 3924 وقال الواحدي كان الاختلاف في القاتل قبل ذبح البقرة وإنما أخر في الكلام لأنه تعالى لما قال * (إن الله يأمركم) * الآية علم المخاطبون أن البقرة لا تذبح إلا للدلالة على قاتل خفيت عينه عليهم فلما استقر علم هذا في نفوسهم أتبع بقوله * (وإذ قتلتم نفسا فادارأتم فيها) * فسألتم موسى فقال * (إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرة) * 3925 ومنه * (أرأيت من اتخذ إلهه هواه) * والأصل (هواه إلهه) لأن من اتخذ إلهه هواه غير مذموم فقدم المفعول الثاني للعناية به 3926 وقوله * (والذي أخرج المرعى فجعله غثاء أحوى) * على تفسير (أحوى) بالأخضر وجعله نعتا للمرعى أي أخرجه أحوى وأخر رعاية للفاصلة 3927 وقوله * (وغرابيب سود) * والأصل (سود غرابيب) لأن الغربيب الشديد السواد 3928 وقوله * (فضحكت فبشرناها) * أي فبشرناها فضحكت
(٣٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 ... » »»