الإتقان في علوم القرآن - السيوطي - ج ٢ - الصفحة ٢١٨
الثاني 4911 القاعدة أن المنكر يجب أن يلي الهمزة وأشكل عليها قوله تعالى * (أفأصفاكم ربكم بالبنين) * فإن الذين يليها هنا الإصفاء بالبنين وليس هو المنكر إنما المنكر قولهم إنه اتخذ من الملائكة إناثا وأجيب بأن لفظ الإصفاء مشعر بزعم أن البنات لغيرهم أو بأن المراد مجموع الجملتين وينحل منهما كلام واحد والتقدير أجمع بين الإصفاء بالبنين واتخاذ البنات وأشكل منه قوله * (أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم) * ووجه الإشكال أنه لا جائز ان يكون المنكر أمر الناس بالبر فقط كما تقتضيه القاعدة المذكورة لأن أمر البر ليس مما ينكر ولا نسيان النفس فقط لأنه يصير ذكر أمر الناس بالبر لا مدخل له ولا مجموع الأمرين لأنه يلزم أن تكون العبادة جزء المنكر ولا نسيان النفس بشرط الأمر لأن النسيان منكر مطلقا ولا يكون نسيان النفس حال الأمر أشد منه حال عدم الأمر لأن المعصية لا تزداد بشاعتها بانضمامها إلى الطاعة لأن جمهور العلماء على أن الأمر بالبر واجب وإن كان الإنسان ناسيا لنفسه وأمره لغيره بالبر كيف يضاعف بمعصية نسيان ولا يأتي الخير بالشر قال في عروس الأفراح ويجاب بأن فعل المعصية مع النهي عنها أفحش لأنها تجعل حال الإنسان كالمتناقض وتجعل القول كالمخالف للفعل ولذلك كانت المعصية مع العلم أفحش منها مع الجهل قال ولكن الجواب على أن الطاعة الصرفة كيف تضاعف المعصية المقارنة لها من جنسها فيه دقة فصل من أقسام الإنشاء الأمر 4912 وهو طلب فعل غير كف وصيغته (افعل) و (ليفعل) وهي حقيقة في الإيجاب نحو * (أقيموا الصلاة) * * (فليصلوا معك) * وترد مجازا لمعان أخر 4913 منها الندب نحو * (وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا) *
(٢١٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 213 214 215 216 217 218 219 220 221 222 223 ... » »»