الإتقان في علوم القرآن - السيوطي - ج ٢ - الصفحة ١٨١
4707 وجعل منه قوله * (فبأي آلاء ربكما تكذبان) * فإنها وإن تكررت نيفا وثلاثين مرة فكل واحدة تتعلق بما قبلها ولذلك زادت على ثلاثة ولو كان الجميع عائدا إلى شيء واحد لما زاد على ثلاثة لأن التأكيد لا يزيد عليها قاله ابن عبد السلام وغيره 4708 وإن كان بعضها ليس بنعمة فذكر النقمة للتحذير نعمة وقد سئل أي نعمة في قوله * (كل من عليها فان) * فأجيب بأجوبة أحسنها النقل من دار الهموم إلى دار السرور وإراحة المؤمن والبار من الفاجر 4709 وكذا قوله * (ويل يومئذ للمكذبين) * في سورة المرسلات لأنه تعالى ذكر قصصا مختلفة وأتبع كل قصة بهذا القول فكأنه قال عقب كل قصة (ويل يومئذ للمكذب بهذه القصة) 4710 وكذا قوله في سورة الشعراء * (إن في ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين وإن ربك لهو العزيز الرحيم) * كررت ثماني مرات كل مرة عقب كل قصة فالإشارة في كل واحدة بذلك إلى قصة النبي المذكور قبلها وما اشتملت عليه من الآيات والعبر وبقوله * (وما كان أكثرهم مؤمنين) * إلى قومه خاصة ولما كان مفهومه أن الأقل من قومه آمنوا أتى بوصف العزيز الرحيم للإشارة إلى أن العزة على من لم يؤمن منهم والرحمة لمن آمن 4711 وكذا قوله في سورة القمر * (ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر) * قال الزمخشري كرر ليجددوا عند سماع كل نبأ منها إتعاظا وتنبيها وإن كلا من تلك الأنباء مستحق لإعتبار يختص به وأن يتنبهوا كيلا يغلبهم السرور والغفلة 4712 قال في عروس الأفراح فإن قلت إذا كان المراد بكل ما قبله فليس
(١٨١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 176 177 178 179 180 181 182 183 184 185 186 ... » »»