4452 وينقسم الحصر باعتبار آخر إلى ثلاثة أقسام قصر إفراد وقصر قلب وقصر تعيين 4453 فالأول يخاطب به من يعتقد الشركة نحو * (إنما هو إله واحد) * خوطب به من يعتقد إشتراك الله والأصنام في الألوهية 4454 والثاني يخاطب به من يعتقد إثبات الحكم لغير من أثبته المتكلم له نحو * (ربي الذي يحيي ويميت) * خوطب به نمرود الذي اعتقد أنه هو المحيي المميت دون الله * (ألا إنهم هم السفهاء) * خوطب به من اعتقد من المنافقين أن المؤمنين سفهاء دونهم * (وأرسلناك للناس رسولا) * خوطب به من يعتقد من اليهود اختصاص بعثته بالعرب 4455 والثالث يخاطب به من تساوى عنده الأمران فلم يحكم بإثبات الصفة لواحد بعينه ولا لواحد بإحدى الصفتين بعينها فصل 4456 طرق الحصر كثيرة أحدها النفي والاستثناء سواء كان النفي بلا أو ما أو غيرهما والاستثناء بإلا أو غير نحو * (لا إله إلا الله) * * (وما من إله إلا الله) * * (ما قلت لهم إلا ما أمرتني به) * ووجه إفادته الحصر أن الاستثناء المفرغ لا بد أن يتوجه النفي فيه إلى مقدر وهو مستثنى منه لأن الاستثناء إخراج فيحتاج إلى مخرج منه والمراد التقدير المعنوي لا الصناعي ولا بد أن يكون عاما لأن الإخراج لا يكون إلا من عام ولا بد أن يكون مناسبا للمستثنى في جنسه مثل ما قام إلا زيد أي أحد وما أكلت إلا تمرا أي مأكولا ولا بد أن يوافقه في صفته أي إعرابه وحينئذ يجب القصر إذا أوجب منه شيء بإلاضرورة ببقاء ما عداه على صفة الانتفاء 4457 وأصل استعمال هذا الطريق أن يكون المخاطب جاهلا بالحكم وقد يخرج عن ذلك فينزل المعلوم منزلة المجهول لاعتبار مناسب نحو * (وما محمد إلا) *
(١٣٥)