الإتقان في علوم القرآن - السيوطي - ج ٢ - الصفحة ١٣١
* (بيمينه) *) كناية عن عظمته وجلالته من غير ذهاب بالقبض واليمين إلى جهتين حقيقة ومجاز تذنيب 4431 من أنواع البديع التي تشبه الكناية الإرداف وهو أن يريد المتكلم معنى ولا يعبر عنه بلفظه الموضوع له ولا بدلالة الإشارة بل بلفظ يرادفه كقوله تعالى * (وقضي الأمر) * والأصل (وهلك من قضى الله هلاكه ونجا من قضى الله نجاته) وعدل عن ذلك إلى لفظ الإرداف لما فيه من الإيجاز والتنبيه على أن هلاك الهالك ونجاة الناجي كان بأمر آمر مطاع وقضاء من لا يرد قضاؤه والأمر يستلزم آمرا فقضاؤه يدل على قدرة الآمر به وقهره وأن الخوف من عقابه ورجاء ثوابه يحضان على طاعة الآمر ولا يحصل ذلك كله من اللفظ الخاص 4432 وكذا قوله * (واستوت على الجودي) * حقيقة ذلك (جلست) فعدل عن اللفظ الخاص بالمعنى إلى مرادفه لما في الاستواء من الإشعار بجلوس متمكن لا زيغ فيه ولا ميل وهذا لا يحصل من لفظ (الجلوس) 4433 وكذا * (فيهن قاصرات الطرف) * الأصل (عفيفات) وعدل عنه للدلالة على أنهن مع العفة لا تطمح أعينهن إلى غير أزواجهن ولا يشتهين غيرهم ولا يؤخذ ذلك من لفظ العفة 4434 قال بعضهم والفرق بين الكناية والإرداف أن الكناية انتقال من لازم إلى ملزوم والإرداف من مذكور إلى متروك 4435 ومن أمثلته أيضا * (ليجزي الذين أساؤوا بما عملوا ويجزي الذين أحسنوا بالحسنى) * عدل في الجملة الأولى عن قوله (بالسوءى) مع أن فيه مطابقة للجملة الثانية إلى (بما عملوا) تأدبا أن يضاف السوء إلى الله تعالى فصل 4436 للناس في الفرق بين الكناية والتعريض عبارات متقاربة فقال
(١٣١)
مفاتيح البحث: الخوف (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 126 127 128 129 130 131 132 133 134 135 136 ... » »»