قلت وعلى هذا ففي الآية كناية عن كناية ونظيره ما تقدم من مجاز المجاز 4425 رابعها قصد البلاغة والمبالغة نحو * (أو من ينشأ في الحلية وهو في الخصام غير مبين) * كنى عن النساء بأنهن ينشأن في الترفه والتزين الشاغل عن النظر في الأمور ودقيق المعاني ولو أتى بلفظ (النساء) لم يشعر بذلك والمراد نفي ذلك عن الملائكة 4426 وقوله * (بل يداه مبسوطتان) * كناية عن سعة جوده وكرمه جدا 4427 خامسها قصد الاختصار كالكناية عن ألفاظ متعددة بلفظ (فعل) نحو * (لبئس ما كانوا يفعلون) * * (فإن لم تفعلوا ولن تفعلوا) * أي فإن لم تأتوا بسورة من مثله 4428 سادسها التنبيه على مصيره نحو * (تبت يدا أبي لهب) * أي جهنمي مصيره إلى اللهب * (حمالة الحطب في جيدها حبل) * أي نمامة مصيرها إلى أن تكون حطبا لجهنم في جيدها غل 4429 قال بدر الدين بن مالك في المصباح إنما يعدل عن التصريح إلى الكناية لنكتة كالإيضاح أو بيان حال الموصوف أو مقدار حاله أو القصد إلى المدح أو الذم أو الاختصار أو الستر أو الصيانة أو التعمية والإلغاز أو التعبير عن الصعب بالسهل أو عن المعنى القبيح باللفظ الحسن 4430 واستنبط الزمخشري نوعا من الكناية غريبا وهو أن تعمد إلى جملة معناها على خلاف الظاهر فتأخذ الخلاصة من غير اعتبار مفرداتها بالحقيقة والمجاز فتعبر بها عن المقصود كما تقول في نحو * (الرحمن على العرش استوى) * إنه كناية عن الملك فإن الاستواء على السرير لا يحصل إلا مع الملك فجعل كناية عنه وكذا قوله * (والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات) *
(١٣٠)