الإتقان في علوم القرآن - السيوطي - ج ٢ - الصفحة ١٣٦
* (رسول) *) فإنه خطاب للصحابة وهم لم يكونوا يجهلون رسالة النبي صلى الله عليه وسلم لأنه نزل إستعظامهم له عن الموت منزلة من يجهل رسالته لأن كل رسول فلا بد من موته فمن استبعد موته فكأنه استبعد رسالته 4458 الثاني إنما الجمهور على أنها للحصر فقيل بالمنطوق وقيل بالمفهوم وأنكر قوم أفادتها إياه منهم أبو حيان واستدل مثبتوه بأمور منها قوله تعالى * (إنما حرم عليكم الميتة) * بالنصب فإن معناه (ما حرم عليكم إلا الميتة) لأنه المطابق في المعنى لقراءة الرفع فإنها للقصر فكذا قراءة النصب والأصل استواء معنى القراءتين 4459 ومنها أن (إن) للإثبات و (ما) للنفي فلا بد أن يحصل القصر للجمع بين النفي والإثبات لكن تعقب بأن (ما) زائدة كافة لا نافية 4460 ومنها أن (إن) للتأكيد و (ما) كذلك فاجتمع تأكيدان فأفادا الحصر قاله السكاكي وتعقب بأنه لو كان اجتماع تأكيدين يفيد الحصر لأفاده نحو (إن زيدا لقائم) وأجيب بأن مراده لا يجتمع حرفا تأكيد متواليان إلا للحصر 4461 ومنها قوله تعالى * (قال إنما العلم عند الله) * * (قال إنما يأتيكم به الله) * * (قل إنما علمها عند ربي) * فإنه إنما تحصل مطابقة الجواب إذا كانت إنما للحصر ليكون معناها (لا آتيكم به إنما يأتي به الله ولا أعلمها إنما يعلمها الله) وكذا قوله * (ولمن انتصر بعد ظلمه فأولئك ما عليهم من سبيل إنما السبيل على الذين يظلمون الناس) * * (ما على المحسنين من سبيل) * إلى قوله * (إنما السبيل على الذين يستأذنونك وهم أغنياء) * * (وإذا لم تأتهم بآية قالوا لولا اجتبيتها قل إنما أتبع ما يوحى إلي من ربي) * * (وإن تولوا فإنما عليك البلاغ) * ولا يستقيم المعنى في هذه الآيات ونحوها إلا بالحصر
(١٣٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 131 132 133 134 135 136 137 138 139 140 141 ... » »»