يسقي منه ويشرب والسقي أن يعطيه ما يشرب 3690 ومن ذلك عمل وفعل فالأول لما كان من امتداد زمان نحو * (يعملون له ما يشاء) * * (مما عملت أيدينا) * لأن خلق الأنعام والثمار والزروع بامتداد والثاني بخلافه نحو * (كيف فعل ربك بأصحاب الفيل) * * (كيف فعل ربك بعاد) * * (كيف فعلنا بهم) * لأنها إهلاكات وقعت من غير بطء * (ويفعلون ما يؤمرون) * أي في طرفة عين ولهذا عبر بالأول في قوله * (وعملوا الصالحات) * حيث كان المقصود المثابرة عليها لا الإتيان بها مرة أو بسرعة وبالثاني في قوله * (وافعلوا الخير) * حيث كان بمعنى سارعوا كما قال * (فاستبقوا الخيرات) * وقوله * (والذين هم للزكاة فاعلون) * حيث كان القصد يأتون بها على سرعة من غير توان 3691 ومن ذلك القعود والجلوس فالأول لما فيه لبث بخلاف الثاني ولهذا يقال قواعد البيت ولا يقال جوالسه للزومها ولبثها ويقال جليس الملك ولا يقال قعيده لأن مجالس الملوك يستحب فيها التخفيف ولهذا استعمل الأول في قوله * (مقعد صدق) * للإشارة إلى أنه لا زوال له بخلاف * (تفسحوا في المجالس) * لأنه يجلس فيه زمانا يسيرا 3692 ومن ذلك التمام والكمال وقد اجتمعا في قوله * (أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي) * فقيل الإتمام لإزالة نقصان الأصل والإكمال لإزالة نقصان العوارض بعد تمام الأصل ولهذا كان قوله * (تلك عشرة كاملة) * أحسن من تامة فإن التمام من العدد قد علم وإنما نفى احتمال نقص في صفاتها وقيل تم يشعر بحصول نقص قبله وكمل لا يشعر بذلك 3693 وقال العسكري الكمال اسم لاجتماع أبعاض الموصوف به والتمام اسم للجزء الذي يتم به الموصوف ولهذا يقال القافية تمام البيت ولا يقال
(٥٧١)