الإتقان في علوم القرآن - السيوطي - ج ١ - الصفحة ٥٧٦
قال في قولك زيد في جواب من قرأ إنه من باب حذف الفعل على جعل الجواب جملة فعلية قال وإنما قدرته كذلك لا مبتدأ مع احتماله جريا على عادتهم في الأجوبة إذا قصدوا تمامها قال تعالى * (من يحيي العظام وهي رميم قل يحييها الذي أنشأها) * * (ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض ليقولن خلقهن العزيز العليم) * * (يسألونك ماذا أحل لهم قل أحل لكم الطيبات) * فلما أتى بالفعلية مع فوات مشاكلة السؤال علم أن تقدير الفعل أولا أولى انتهى 3711 وقال ابن الزملكاني في البرهان أطلق النحويون القول بأن زيدا في جواب من قام فاعل على تقدير قام زيد والذي توجبه صناعة علم البيان أنه مبتدأ لوجهين أحدهما أنه يطابق الجملة المسؤول بها في الاسمية كما وقع التطابق في قوله * (وقيل للذين اتقوا ماذا أنزل ربكم قالوا خيرا) * في الفعلية وإنما لم يقع التطابق في قوله * (ماذا أنزل ربكم قالوا أساطير الأولين) * لأنهم لو طابقوا لكانوا مقرين بالإنزال وهم من الإذعان به على مفاوز الثاني أن اللبس لم يقع عند السائل إلا فيمن فعل الفعل فوجب أن يتقدم الفاعل في المعنى لأنه متعلق غرض السائل وأما الفعل فمعلوم عنده ولا حاجة به إلى السؤال عنه فحري أن يقع في الأواخر التي هي محل التكملات والفضلات 3712 وأشكل على هذا * (بل فعله كبيرهم) * في جواب * (أأنت فعلت هذا) * فإن السؤال وقع عن الفاعل لا عن الفعل فإنهم لم يستفهموه عن الكسر بل عن الكاسر ومع ذلك صدر الجواب بالفعل وأجيب بأن الجواب مقدر دل عليه السياق إذ بل لا تصلح أن يصدر بها الكلام والتقدير ما فعلته بل فعله 3713 قال الشيخ عبد القاهر حيث كان السؤال ملفوظا به فالأكثر ترك الفعل في الجواب والاقتصار على الاسم وحده وحيث كان مضمرا فالأكثر
(٥٧٦)
مفاتيح البحث: عبد القاهر (1)، العزّة (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 571 572 573 574 575 576 577 578 579 580 581 ... » »»