تعالى * (وما هو على الغيب بضنين) * ولم يقل ببخيل 3684 ومن ذلك السبيل والطريق والأول أغلب وقوعا في الخير ولا يكاد اسم الطريق يراد به الخير إلا مقرونا بوصف أو إضافة تخلصه لذلك كقوله * (يهدي إلى الحق وإلى طريق مستقيم) * وقال الراغب السبيل الطريق التي فيها سهولة فهو أخص 3685 ومن ذلك جاء وأتى فالأول يقال في الجواهر والأعيان والثاني في المعاني والأزمان ولهذا ورد جاء في قوله * (ولمن جاء به حمل بعير) * * (وجاؤوا على قميصه بدم كذب) * * (وجئ يومئذ بجهنم) * وآتى في * (أتى أمر الله) * * (أتاها أمرنا) * وأما * (وجاء ربك) * أي أمره فإن المراد به أهوال القيامة المشاهدة وكذا * (فإذا جاء أجلهم) * لأن الأجل كالمشاهدة ولهذا عبر عنه بالحضور في قوله * (حضر أحدكم الموت) * ولهذا فرق بينهما في قوله * (جئناك بما كانوا فيه يمترون وأتيناك بالحق) * لأن الأول والعذاب وهو مشاهد مرئي بخلاف الحق 3686 وقال الراغب الإتيان مجيء بسهولة فهو أخص من مطلق المجيء قال ومنه قيل للسائل المار على وجهه أتى وأتاوى 3687 ومن ذلك مد وأمد قال الراغب أكثر ما جاء الإمداد في المحبوب نحو * (وأمددناهم بفاكهة) * والمد في المكروه نحو * (ونمد له من العذاب مدا) * 3688 ومن ذلك سقى وأسقى فالأول لما لا كلفة فيه ولهذا ذكر في شراب الجنة نحو * (وسقاهم ربهم شرابا) * والثاني لما فيه كلفة ولهذا ذكر في ماء الدنيا نحو * (لأسقيناهم ماء غدقا) * 3689 وقال الراغب الإسقاء أبلغ من السقي لأن الإسقاء أن يجعل له ما
(٥٧٠)