تفسير الثعالبي - الثعالبي - ج ٤ - الصفحة ٣٤٨
وقوله سبحانه: * (والذاكرين الله كثيرا والذاكرات...) * الآية. وفي الحديث:
الصحيح عنه صلى الله عليه وسلم قال: " سبق المفردون! قالوا: وما المفردون، / يا رسول الله؟ قال:
الذاكرون الله كثيرا والذاكرات " رواه مسلم واللفظ له، والترمذي، وعنده: قالوا: يا رسول الله، وما المفردون؟ قال: " المستهترون في ذكر الله، يضع الذكر عنهم أثقالهم، فيأتون يوم القيامة خفافا ".
قال عياض: " والمفردون " عن ضبطناه على متقني شيوخنا - بفتح الفاء وكسر الراء -.
وقال ابن الأعرابي: فرد الرجل إذا تفقه واعتزل الناس، وخلا لمراعاة الأمر والنهي، وقال الأزهري: هم المتخلون من الناس بذكر الله تعالى، وقوله: المستهترون في ذكر الله هو - بفتح التاءين المثناتين - يعني: الذين أولعوا بذكر الله، يقال: استهتر فلان بكذا، أي: أولع به، انتهى من " سلاح المؤمن ".
وقوله سبحانه: * (وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن تكون لهم الخيرة...) * الآية: قوله: * (وما كان) * لفظه النفي، ومعناه الحظر والمنع والخيرة مصدر بمعنى التحيز.
قال ابن زيد: نزلت هذه الآية بسبب أن أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط، وهبت نفسها للنبي، فزوجها من زيد بن حارثة، فكرهت ذلك هي وأخوها، فنزلت الآية بسبب ذلك، فأجابا إلى تزويج زيد، وقيل غير هذا، والعصيان هنا يعم الكفر فما دون، وفي
(٣٤٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 343 344 345 346 347 348 349 350 351 352 353 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مريم 5
2 طه 43
3 الأنبياء 79
4 الحج 106
5 المؤمنون 141
6 النور 167
7 الفرقان 202
8 الشعراء 224
9 النمل 242
10 القصص 263
11 العنكبوت 288
12 الروم 305
13 لقمان 318
14 السجدة 326
15 الأحزاب 334
16 سبأ 363
17 فاطر 381