تفسير الثعالبي - الثعالبي - ج ٤ - الصفحة ٣٤٣
هذا ممن قضى نحبه ".
قال * ع *: فهذا أدل دليل على أن النحب ليس من شرطه الموت.
وقال معاوية بن أبي سفيان: إني سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: طلحة ممن قضى نحبه، وروت عائشة نحوه.
وقوله تعالى: * (ومنهم من ينتظر) * يريد ومنهم من ينتظر الحصول في أعلى مراتب الإيمان والصلاح، وهم بسبيل ذلك وما بدلوا ولا غيروا، واللام في: * (ليجزي) * يحتمل أن تكون لام الصيرورة أو " لام كي "، وتعذيب المنافقين ثمرة إدامتهم الإقامة على النفاق إلى موتهم، والتوبة موازية لتلك الإدامة، وثمرة التوبة تركهم دون عذاب فهما درجتان: إدامة على نفاق أو توبة منه، وعنهما ثمرتان: تعذيب أو رحمة. ثم عدد سبحانه - نعمة على المؤمنين في هزم الأحزاب; فقال: * (ورد الله الذين كفروا بغيظهم...) * الآية.
وقوله تعالى: * (وأنزل الذين ظاهروهم) * يريد: بني قريظة، وذلك أنهم لما غدروا وظاهروا الأحزاب، أراد الله النقمة منهم، فلما ذهب الأحزاب; جاء جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقت الظهر; فقال: يا محمد، إن الله يأمرك بالخروج إلى بني قريظة، فنادى رسول الله صلى الله عليه وسلم في الناس، وقال لهم: / " لا يصلين أحد العصر إلا في بني قريظة، فخرج الناس إليهم، وحصرهم النبي صلى الله عليه وسلم خمسا وعشرين ليلة، ثم نزلوا على حكم سعد بن معاذ; فحكم فيهم سعد بأن تقتل المقاتلة، وتسبى الذرية والعيال والأموال، وأن تكون الأرض والثمار للمهاجرين دون الأنصار، فقالت له الأنصار في ذلك، فقال: أردت أن يكون للمهاجرين أموال كما لكم أموال، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: " لقد حكمت فيهم بحكم
(٣٤٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 338 339 340 341 342 343 344 345 346 347 348 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مريم 5
2 طه 43
3 الأنبياء 79
4 الحج 106
5 المؤمنون 141
6 النور 167
7 الفرقان 202
8 الشعراء 224
9 النمل 242
10 القصص 263
11 العنكبوت 288
12 الروم 305
13 لقمان 318
14 السجدة 326
15 الأحزاب 334
16 سبأ 363
17 فاطر 381